قررت الجهات المختصة في السعودية تجفيف منابع التسول في منطقة مكةالمكرمة، بمنع وكلاء الحج والعمرة في أنحاء العالم من استقبال طلبات المعتمرين من فئات العجزة والأطفال المعوقين الراغبين في القدوم لأداء العمرة، في خطوةٍ من شأنها الحد من ظاهرة التسول في هذا الموسمجاء ذلك في تعميم (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، إذ شددت الجهات المختصة على ضرورة ملاحظة المتقدمين لأداء مناسك العمرة من تلك الفئات المشار إليها وعدم استقبال طلباتهم للقدوم إلى المشاعر، مرجعة ذلك لأحوالهم الصحية التي لا تسمح لهم بالقدوم. وأبلغت جميع الوكلاء وشركات العمرة في جميع دول العالم، بالتأكيد على نوعية المعتمرين، بنية قدومهم للعمرة وعدم ممارسة ظاهرة التسول نهائياً. وتضمن التعميم الموجه إلى الجهات المعنية بالحج والعمرة: «أنه وفقاً لتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بخصوص ما توصلت إليه اللجنة المشكلة من الجهات المعنية، لوضع آلية تسهم في القضاء على ظاهرة التسول في موسم الحج وبقية الأوقات ومنها موسم العمرة، وحيث إن من المعتمرين المقبلين إلى السعودية من فئات الأطفال والعجزة والمعوقين وحالهم الصحية لا تسمح لهم بأداء مناسك العمرة، نأمل إبلاغ جميع الوكلاء بملاحظة المتقدمين للعمرة». وأبلغت الجهات المختصة جميع الشركات والمؤسسات المرخص لها بتقديم خدمات المعتمرين المشتركين في مركز خدمات أنظمة العمرة «مخاع» بسرعة تنفيذ هذه التوجيهات للقضاء على ظاهرة التسول التي أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للجهات المعنية بها. وعلق المستثمر في مجال الفنادق بالعاصمة المقدسة فهد بن فايز الوذيناني على قرار الحد من ظاهرة التسول بقوله: «إنه قرار يدل على الجهود التي تبذلها إمارة منطقة مكةالمكرمة، واللمسات الواضحة للقضاء على جميع الآثار السلبية المحيطة بالحرم». وأشار إلى أن ظاهرة التسول بدأت في الانحسار منذ خمسة أعوام فيما يتعلق بالمتسولين، الذين يأتون إلى السعودية عن طريق العمرة بنسبة كبيرة، مؤكداً أنه وبحكم عمله في قطاع الفنادق الذي يستقبل المعتمرين، لم تعد هناك أعداد كبيرة تأتي من فئات الأطفال وكبار السن كما كان في السابق. وسبق أن سجلت إدارات مكافحة التسول في السعودية خفضاً في نسبة المتسولين السعوديين والسعوديات بواقع 33 في المئة عن الأعوام الماضية، في حين خفضت نسبة المتسولين غير السعوديين بمقدار ثمانية في المئة. وأوضح تقرير سنوي صدر عن وزارة الشؤون الاجتماعية نشرته وسائل الإعلام أن عدد المتسولين من السعوديين من الجنسين بلغ 3459 متسولاً ومتسولة، مقارنة ب5206 متسولين ومتسولات العام الماضي. وبحسب التقرير بلغ عدد المتسولين بين السعوديين من الجنسين 877 ذكراً مقابل 2582 أنثى، وسجلت الرياض أكبر عدد من المتسولات السعوديات. وأوقفت السلطات السعودية خلال العام الماضي، أكثر من 20 ألف متسول، 82 في المئة منهم غير سعوديين. يذكر أن مكاتب مكافحة التسول في السعودية تنفذ عدد من الحملات المشتركة مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية، وتدرس حال المتسول إذا كان سعودياً من النواحي الاجتماعية والاقتصادية، بواسطة اختصاصيين اجتماعيين واختصاصيات اجتماعيات، وتقدم لهم الخدمات التي يحتاجون إليها.