شنت القوات النظامية السورية هجوماً أمس على أحياء دير الزور الخاضعة لتنظيم «داعش» وسط نقص حاد في المستلزمات الضرورية للمدنيين المحاصرين داخلها. ونعت صفحات موالية لدمشق أمس مقتل ثائر عياش القيادي في قوات «النمر» المساندة للقوات النظامية خلال معارك محافظة دير الزور ضد التنظيم. وقال ناشطون لوكالة «سمارت» أمس، إن القوات النظامية والميليشيات الموالية لها، شنت هجوماً على أحياء الحميدية والعمال والحويقة والجبيلة والرشدية بغطاء من طائرات حربية روسية للسيطرة عليها، وأن اشتباكات مع تنظيم «داعش» تدور على أطراف تلك الأحياء. ولفت الناشطون إلى أن القوات النظامية وحليفتها روسيا قصفت تلك الأحياء بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أدى إلى انهيار أبنية عدة يسكنها مدنيون، وأن بعض الجثث ما زال تحت الأنقاض لعدم وجود معدات وفرق إنقاذ. ويعاني المدنيون في تلك الأحياء من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وعدم وجود أي ممرات أو معابر آمنة للخروج منها أو إسعاف الجرحى. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية تتقدم للسيطرة على المناطق التي فقدتها في الأيام القليلة الماضية نتيجةَ هجمات مضادة للتنظيم. ونشرت وحدة إعلامية عسكرية تابعة للحكومة السورية لقطات فيديو أول من أمس تظهر انفجارات وسحب دخان سوداء تتصاعد فوق مبان في مواقع عدة في مدينة دير الزور التي تقاتل القوات النظامية حالياً لاستعادة السيطرة عليها وعلى محيطها بالكامل. من جهة أخرى، ذكر «المرصد السوري» أن أكثر من 127 عائلة من عائلات «داعش» التي فرت خارج محافظتي دير الزور والرقة بعد المعارك الأخيرة، وصلت محافظة إدلب وتوجهت إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) باتجاه منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب الكردي» في ريف حلب الشمالي الغربي، ومنها نحو مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» في غرب حلب وصولاً إلى محافظة إدلب. وأوضح أن غالبية تلك العائلات جاءت من محافظة الرقة والبقية من دير الزور. وعبرت العائلات مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية بعد عمليات تفتيش وتدقيق، بينما تعرض شبان للضرب المبرح على حواجز «هيئة تحرير الشام» قبل السماح لهم بالعبور. إلى ذلك، رقص رجال ونساء أمس في احتفال بأول زفاف تشهده الرقة منذ طرد تنظيم «داعش» منها قبل أكثر من أسبوع. وكان التنظيم يمنع الأفراح والاحتفالات ويفرض على النساء ارتداء النقاب والقفازات والعباءات السود ويمنع اختلاطهن بالرجال في الأماكن العامة. وتخلل الاحتفال بزفاف هبة إلى عريسها أحمد في الرقة أمس، إيقاع الأغاني الشعبية والزغاريد، فيما تشابكت أيدي رجال مع نساء زينَّ وجوههن بمساحيق التجميل وارتدين أثواباً فضفاضة مزركشة، ليشكلوا معاً حلقة لرقص الدبكة. وبالقرب منهم كان الأطفال يلهون بينما ارتسمت الابتسامات على وجوه المدعوين كافة. وكانت عائلة العريس تمكنت من العودة قبل شهر إلى منزلها فيما لا تزال المدينة خالية من معظم سكانها.