يدين روما أكبر أندية العاصمة الإيطالية في بقائه بطليعة الأندية المتألقة بالكالتشيو إلى قائده و«ملهمه» فرانسيسكو توتي الذي لا يتوقف عن التألق وإحراز الأهداف التي تبقيه في مقدمة هدافي الكالتشيو. ومرة أخرى، نجح توتي في أن يصنع لنفسه مجداً جديداً عندما أحرز، الأسبوع الماضي، ثنائية في مرمى فيورنتينا (2/2) رفع بها رصيده من الأهداف بالكالتشيو إلى 200 و201 في 466 مباراة. وكلها جاءت مع ناديه الوحيد «روما» في انجاز غير مسبوق منحته أيضاً فرصة أن يكون أفضل هداف للكالتشيو وهو لا يزال «لاعباً». «الشهية تأتي – كما يقال- دوماً مع الأكل»، لذلك لا يبدو أن شهية توتي ستقف عند هذا الحد الذي يقول: «هذا الرقم يختصر مسيرة كروية جميلة بألوان نادٍ واحد، ولن أتوقف عند هذا الحد». لكن الرقم الذي سجله سليفيو بيولا (274)، والذي أحرزه في الفترة من 1934 و1955، لا يبدو أنه سهل المنال مع فارق بسيط أن الأخير مثل أكثر من فريق على عكس «مدلل» روما الذي بقي وفيا له منذ نحو 18 سنة. ويرى متتبعون أن ارتباط توتي مع فريقه بعقد حتى 2014 قد يمنحه فرصة إحراز أهداف أخرى ترفعه إلى وصافة أفضل هدافي الكالتشيو. وبعد أن سجل قبلها هدفين أيضاً ب«دربي» العاصمة روما أمام لاتسيو (2/0) رفع توتي سجله من الأهداف هذا الموسم إلى تسعة أهداف قد تزيد من حماسته لرفع غلتها، ما يقربه أو ربما يجعله يتجاوز النجم السابق للكرة الإيطالية روبيرتو باجيو الذي يحل في المركز الخامس لأفضل هدافي الكالتشيو بسجل بلغ 205 أهداف. وأوعز صاحب 34 هدفاً نشاطه المميز في «آخر عمره الكروي» إلى التغيير الذي حصل أخيراً بالعارضة الفنية لروما بمجيء المدرب مونتيلا مكان كلوديو رانييري قائلاً: «لم أكن أبداً على خلاف مع رانييري، فعلاقتي به جيدة للغاية، لكن الكثير من الأمور تغيرت مع مونتيلا، إذ عاد الفريق إلى إحراز النتائج الإيجابية، كما أنني وجدت نفسي بإحرازي الأهداف». ومنذ عام 2000 دأب «ملهم» روما على إحراز نحو عشرة أهداف لا غير في الموسم ما عرضه في الكثير من الأحيان من الانتقادات، لكنه يرد اليوم على منتقديه بثنائيتين متتاليتين وتسعة أهداف قبل نهاية الموسم، ويقول في هذا الصدد: «أناس قالوا عني «إنه انتهى»، لكني سعيد اليوم بما فعلت». وهي السعادة التي يتقاسمها معه مدربه الجديد فينزينسون مونتيلا الذي يقول: «إن توتي مثال يحتذى به، يلعب بمستوى عال ونحن يسعدنا ذلك وعلينا استغلاله». وحتى مدربه «السابق» كلاوديو رانييري فأعاد أسطوانة الإشادة بقائده السابق كما كان يفعل حين كان مديراً فنياً للنادي. وقال رانييري: «أتمنى أن يُسجل 200 هدف آخر، وأن يتمكن من تخطي اللاعبين الذين يسبقوه في قائمة الأكثر تهديفًا في أقرب وقت ممكن»، قبل أن يضيف: «فرانسيسكو بطل حقيقي ولاعب محترف بجانب أنه إنسان يحمل قلباً من ذهب وهو قائد روما». أما جماهير النادي فيربطها بنجمها عشق أبدي توثقت عراه أكثر عندما أعلن اللاعب في 2009 تمديد عقده مع النادي حتى 2014 مع خفض أجرته تماشياً مع ظروف الأزمة المالية التي كان يتخبط فيها النادي وقتها في موقف لا ينساه له «الرومانيون». ويقف توتي اليوم وحده أو مع قلة قليلة جداً من اللاعبين الإيطاليين، وربما في العالم بأسره، الذين بقوا أوفياء لفرقهم. بل إنه منذ انضمامه في 1993 إلى روما لم يغيره إلى اليوم في انجاز نادر الحدوث. وخلال هذه الفترة التي ظل فيها فريق العاصمة الإيطالية الأول يتقلب بين أكثر من مدرب، حافظ توتي على وهجه وتألقه وقيادته للفريق دون أن يغيره إلى فريق آخر، ولم يغير سوى مركزه، فمن لاعب وسط وصانع ألعاب إلى مهاجم نجح معها في اقتناص العديد من الفرص لإحراز أهداف حاسمة بلغت اليوم 201 و..«للتألق والإبداع» بقية مع ابن روما!