اندلعت صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين ليل الخميس- الجمعة خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غويانا الفرنسية الواقعة في قارة أميركا الجنوبية. وقال النائب العام في غويانا الفرنسية ايريك فايان إن 5 أشخاص اعتُقلوا، بينما أشارت حصيلة أولية عن إصابة دركي وشرطي بجروح طفيفة. وأطلقت قوات الأمن لساعات الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمّع تم بدعوة من منظمة محلية تحمل اسم «حتى تقلع غويانا» أمام مقر ادارة العاصمة كايين. وذكرت مصادر صحافية أن شباناً ملثمين بمعظمهم، ألقوا زجاجات حارقة ومقذوفات أخرى. وكان الرئيس الفرنسي وصل الخميس إلى غويانا، وهي من مناطق فرنسا ما وراء البحار، في ظل أجواء توتر شديد بعد 6 أشهر على انطلاق حركة اجتماعية أدت إلى شل المنطقة. وتوجه فور وصوله إلى ماريباسولا (جنوب غرب، على الحدود النهرية مع سورينام) أكبر منطقة فرنسية تتعرض لضغط هجرة كبيرة، حيث قال إنه لم يأت لتوزيع الهدايا «ولا لقطع الوعود». وطالب المتظاهرون بلقاء ماكرون ثم توجهوا إلى مقر الإدارة. وقد عرضت عليهم الرئاسة عقد اللقاء صباح أمس، لكنهم رفضوا وطالبوا بالاجتماع به مساءً، واندلعت الصدامات بعد ذلك. وأعلن الإليزيه أن زيارة ماكرون تهدف إلى تأكيد احترامه لاتفاق 21 نيسان (أبريل) الذي أفرجت بموجبه الحكومة عن 1.08 بليون يورو ووقعت اتفاقات مرتبطة ببعض القطاعات و «أخذت علماً» بطلب 2.1 بليون يورو لإجراءات أخرى. في غضون ذلك، بدأت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أمس، زيارة للهند تستمر يومين تحضيراً لزيارة ماكرون نيودلهي في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وتلتقي بارلي اليوم رئيس الوزراء ناريندرا مودي على أن تتوجه ايضاً إلى ناغبور وبومباي في وسط البلاد، بعدما التقت نظيرتها الهندية نيرمالا سيثارامان أمس. وأوردت أوساط الوزيرة انها ستواصل تعبئة الفرنسيين الذين يأملون باقناع الهنود بشراء مروحيات من طراز «بانتر» تصنعها مجموعة «ايرباص» ومزيد من مقاتلات رافال من مجموعة «داسو». على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أمام مجلس الشيوخ أول من أمس، أن أكثر من 240 شخصاً عادوا من مناطق القتال في سورية والعراق منذ عام 2012، مسجونون بغالبيتهم. ورد كولومب على السناتورة الوسطية ناتالي غوليه، التي اعتبرت أن عودة المسلحين من سورية والعراق إلى أوروبا «تشكل قلقاً على المدى القصير والمتوسط والبعيد»، مؤكداً أن «فرنسا تتكفل هذه المشكلة بالكامل اليوم». وقال إن «أكثر من 240 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 50 قاصراً، غالبيتهم لا تتعدى أعمارهم 12 سنة، عادوا منذ 2012 إلى الأراضي الفرنسية». وأضاف أنه منذ عام 2015، تبقي السلطات تحت المراقبة بانتظام النساء والرجال العائدين مع «بعض المسلحين القاصرين»، فيما يقبع «أكثر من 130 شخصاً من بينهم في السجن حالياً. أما الباقون فهم موضع ملاحقة إدارية (جهاز الاستخبارات) أو قضائية». وأفاد القضاء الفرنسي في حزيران (يونيو) الماضي، عن مقتل 300 من أصل ألف فرنسي توجهوا إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة المتشددين في العراق وسورية، فيما لا يزال 700 شخص (بينهم 300 امرأة) هناك، مع حوالى 400 طفل.