بينما تواجه جدة أزمة تصريف مياه السيول والأمطار التي كشفتها كارثتان مطريتان، ما زالت الأمانة ماضيةً في تنفيذ برنامج 100 حديقة كل 100 أسبوع، وهي إشارة التقطها سكان جدة بغضب تؤكد تغريد الأمانة في واد خيالي من الحدائق، فيما مدينتهم تغرق في واد آخر من مستنقعات الصرف الصحي وكوارث السيول. سكان جدة تفاجأوا بما بثته الصحف من خبر تدشين أمين محافظة جدة لخمس حدائق جديدة ضمن هذا البرنامج، الأمر الذي فتح باب الأسئلة حول مناسبة هذه المشاريع للظرف الذي تعيشه جدة، خصوصاً وأن مشاريع تصريف المياه، تتطلب بنيةً تحتية جديدة، وإعادة حفر، وسط مطالبات بمشاريع تدرأ عن السكان مخاطر السيول والأمطار، كما وعد بذلك أمين جدة الدكتور هاني أبو راس عند توليه للمنصب. وفي تفاصيل تصريح أمانة جدة الذي أعلنته أول من أمس (الأحد)، أن أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس دشن خمس حدائق جديدة وسط جدة، على مساحة 20 ألف متر مربع، ضمن برنامج الأمانة لافتتاح 100 حديقة في 100 أسبوع، أوضح المدير العام للمرافق البلدية الدكتور بهجت بن طلعت حموه، أنه من خلال خطة الأمانة لإنشاء وتطوير الحدائق العامة، تم إنشاء وتطوير 102 حديقة عامة خلال عامي 2010/2011 لتكون بمثابة متنفس اجتماعي وترفيهي ورياضي وبيئي، داخل الأحياء السكنية، مشيراً إلى أنه من خلال موازنة العام الحالي طرحت ثلاثة مشاريع لإنشاء حدائق عامة، ليتم تنفيذ ما يصل إلى 40 حديقة عامة داخل الأحياء. وبينما الأمانة في حدائقها، يشكو طلال فهد وهو أحد سكان حي السامر من الطفوحات المائية في حيه من وقت لآخر، إضافة إلى تجمعات المياه، والخوف والهلع الذي يصيب أبناءه مع سقوط أول قطرة مطر على جدة بسبب غياب مشاريع التصريف، إضافة إلى حضور صورة الكارثة في الذهن. ويقول طلال ل «الحياة»: «تفرغت أمانة جدة لزراعة الحدائق في الأحياء الراقية، وربما نسيت أهم مشاريع البنية التحتية في أحياء أصحاب الدخل المحدود، وكأننا خارج نطاق اهتمامهم». في حين تساءل أحد سكان حي الأجود فؤاد المفتي قائلاً: «إن بلادنا تمتلك الإمكانات المادية، فلماذا لا تنفذ الأمانة مشاريع تصريف مياه الأمطار إلى جانب مشروع الحدائق؟»، مؤكداً غياب الأولوية لدى الأمانة «فمن المهم وجود هذه الحدائق للأطفال، ولكن تصريف المياه هو الأولى بالاهتمام». يذكر أن عدد الحدائق التي أنشئت وزرعت خلال العامين الماضيين، وتلك التي تجري زراعتها في هذا العام تقدر بثلاثة أضعاف ما تمت زراعته في ال20 عاماً الماضية، في الوقت الذي ينتظر فيه أهالي جدة حلاً لمشكلتهم الأساسية، وهي تصريف مياه الأمطار والسيول، التي كشفتها سيول كارثة أربعاء جدة.