باريس - (ا ف ب) - اعتبر بعض الخبراء أن إقدام رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما على مد يده للمسلمين قد يضع تنظيم القاعدة والحركات الإسلامية المتطرفة في وضع صعب، ولو أن الأكثر تطرفاً في هذه الحركات أعلنوا أنهم لم يلمسوا تغييراً في الخطاب الأميركي. ورأى الخبراء في خطاب الرئيس الأميركي في القاهرة، الذي افتتحه بعبارة «السلام عليكم»، ودعا فيه إلى الخروج من «حلقة الشكوك والخلافات» بداية جيدة لمسعاه الرامي إلى تجفيف المستنقع الذي تزدهر فيه القاعدة، على رغم أنه ما زال يتحتم عليه القيام بالكثير قبل تحقيق ذلك فعلياً. وأوضح الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس جان بيار فيليو «أن بن لادن ومعاونيه استطاعوا دوماً حتى الآن تجديد إمداداتهم من المتطوعين على ضوء الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل، والحرب في العراق و(معتقل) غوانتانامو». وتابع «الآن يضعهم أوباما في موقع دفاعي. إنه يطرح عليهم مشكلة. ما يخدم مآربهم هو المنطق المضاد للولايات المتحدة والمضاد للكفار والمضاد «لليهود والصليبيين» كما يقولون. هنا قد يواجهون مشكلة في التجنيد على المدى القريب والمتوسط». ولفت جان بيار فيليو إلى أن ارتباك القاعدة ظهر حين سارع زعيمها أسامة بن لادن والرجل الثاني فيها أيمن الظواهري عشية خطاب القاهرة إلى وصف جولة أوباما على السعودية ومصر ب«نوع من العلاقات العامة» في محاولة لإسقاط هذه المبادرة الأميركية. وتابع «كانوا قلقين للغاية، فقاموا بكل ما في وسعهم لاستباق خطاب القاهرة، مع توجيه رسالتين متزامنتين من بن لادن والظواهري. وإن المتطرفين الحقيقيين كانوا يراهنون على (المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية الأخيرة جون ماكين). أما انتخاب أوباما، فهو كارثة لم يتخطوها بعد». وأشار الخبير في شؤون الحركات الإسلامية المتطرفة في معهد فيجن ريسيرتش في عمان مروان شحادة أن الرئيس الأميركي الجديد لن يتمكن من تغيير خط المتطرفين الأكثر تشدداً مهما قال. وأوضح «أن القاعدة لن تبدل شيئاً من موقفها حيال الولايات المتحد أياً كان الرئيس. أما الرأي العام العربي، فهو مهتم بالأفعال أكثر منه بالكلام».