تعتزم حضانة kids club بمدينة الرياض إقامة أول دورات تدريبية لتعليم العزف على الآلات الموسيقية للأطفال، كالبيانو والغيتار، وذلك في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي تعد الأولى من نوعها في الرياض. وأوضحت ل«الحياة» صاحبة الفكرة مديرة الحضانة هدى الدريس أن كثيراً من الناس يظنون أن تعلم الموسيقى يعتبر من الترف، والحقيقة أنهم لا يدركون أهمية تعلم الموسيقى، ولا سيما عند الأطفال، فللموسيقى دور كبير في تطوير جوانب كثيرة من شخصية الطفل، ولها دور فعال في تصفية الروح. وقالت: «إن الطفل سيتعلم من خلال هذه الدورات أساسيات الموسيقى وقراءة النوطات الموسيقية من سن (5-10) سنوات لكلا الجنسين». وأشارت إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية، سواء على الصعيد النفسي أم العقلي أم الحركي، تؤكد أن التربية الموسيقية تسهم في تنمية كثير من الجوانب لدى الطفل، وتعزز قدرات الطفل الفكرية، فبمجرد أن يتعلم الطفل قراءة النوطات الموسيقية والتمييز بينها يصبح بإمكانه التنسيق بين وظائف الدماغ، مبينة أن العالم أبابكر الرازي توصل إلى فوائد الموسيقى قبل نحو ألف عام، إذ اكتشف أن بعض المرضى ينسون الألم ويسكنهم الهدوء والسكون عند سماعهم النغمات والألحان الشجية، فأدرك أن الموسيقى لا بد أن يكون لها أثر في تخفيف الآلام، وأحياناً في الشفاء من بعض الأمراض، وذلك بعد تجارب عدة، جزم من خلالها أن الموسيقى الجميلة لها أثر واضح، لذلك أصبحت الموسيقى من وصفاته العلاجية لبعض الأمراض. فيما يرى مختصون أن علاقة الموسيقى بالطفل تبدأ من سن مبكرة، ومن الممكن أيضاً الاستفادة منها في نقل المحتوى العلمي للأطفال، وبحسب قول الخبراء فإن الدماغ عند الموسيقيين يختلف هيكلياً ووظيفياً عن غيرهم، ولاسيما المناطق التي تستخدم في عملية تعلم العزف، فهذه الأجزاء من الدماغ التي تتحكم بالمهارات الحركية والسمعية وتخزين الذاكرة تصبح أكبر حجماً ونشاطاً. إلى ذلك، قال الأخصائي في مستشفى الملك خالد بالخرج متعب العتيبي: «كثيراً ما ننصح الأمهات بتشغيل المقاطع الموسيقية للأطفال، لأن الطفل عند سماعه الموسيقى يسعد كثيراً وتتحسن نفسيته، ويتقبل الأكل والمذاكرة»، ويضيف: «إنها تعزّز الموهبة عند الطفل، وليس من الضروري أن تكون موهبته في الموسيقى ويصبح موسيقياً، بل من الممكن أن يكون رساماً أو رياضياً، فهي لها دور فعّال في تحسن مزاجه ليبدع في موهبته، وأيضاً هي تعزز ثقة الطفل بنفسه وتخفف الضغط النفسي اليومي». إلى ذلك، أقيمت أخيراً دورة موسيقية مدتها أربعة أيام في فرع جمعية الثقافة والفنون، بعنوان: «أسس قراءة النوطة الموسيقية والعزف على البيانو» للمدربة هدية شيخ البساتنة، كما أحيا عازف البيانو المجري جيرجيلي بوغاني حفلة موسيقية في فندق الفيصلية بالرياض، قبل ثمانية أشهر، وأعلن مدير جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي أن الجمعية وقعت مذكرة تفاهم مع المعهد الموسيقي، الذي يمثله الموسيقي بوغاني، لتأمين مقاعد دراسية لطلاب سعوديين، لدرس الموسيقى الكلاسيكية، وستؤمن كلفتها من طريق بعض الداعمين، وقال: «هدفنا الوصول إلى 20 مقعداً دراسياً للجنسين من الشباب السعوديين، وذلك من أجل زيادة الثقافة الموسيقية في المملكة، ولتمكينهم من معرفة عمق الموسيقى الكلاسيكية، وإيجاد جيل متعلم ومتزود بجميع المعارف المهمة في هذا المجال». في حين استضاف مركز الملك فهد الثقافي بالرياض حفلة الأوركسترا اليابانية الأولى، وذلك ضمن برنامج التبادل الثقافي للرؤية السعودية - اليابانية المشتركة 2030.