أطلقت إمارة دبي أمس مشروع تدريب مليون شاب عربي على البرمجة وتقنياتها ومواكبة التطور المتسارع في علوم الحاسوب وبرمجياته، بهدف تمكين شباب المنطقة وتسليحهم بأدوات المستقبل التكنولوجية، وبناء قدراتهم وإيجاد فرص عمل تمكّنهم من استغلال مهاراتهم وتوجيهها بما يخدم الحاجات المستقبلية، والمساهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات. وقال نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن «دبي ستوفر تدريباً مجانياً بالتعاون مع أفضل الشركات العالمية لمليون شاب عربي، وسنكافئ المتفوقين بأكثر من مليون دولار». ودعا القيّمون على المبادرة في مؤتمر صحافي أمس، الشباب العربي إلى «بدء التسجيل فوراً في الدورة التي تُفتتح مطلع العام المقبل، والمشاركة في «تحدي البرمجة العربي»، لاختيار أفضل 125 مبرمجاً في نهاية كل دورة، حيث تمنح جائزة مليون دولار لأفضل مبرمج، و50 ألف دولار لأصحاب المراكز ال10 الأولى». وقال الشيخ محمد إن «مبادرة مليون مبرمج عربي هدفها تمكين الشباب العربي من تقنية العصر وأداته الأساس، وهي البرمجة ولغة العصر الحديث، وستفتح للشباب مئات الآلاف من فرص الوظائف من دون مغادرة بلدانهم، ومباشرة أعمال خاصة بهم على شبكة الانترنت». وتسعى مبادرة «مليون مبرمج عربي» التي تديرها «مؤسسة دبي للمستقبل»، إلى تمكين ملايين الشباب العربي في المنطقة من خلال توفير فرص عمل لهم في قطاع التكنولوجيا الحديثة وتأهيلهم، وصقل مهاراتهم وإثراء معارفهم وتطوير قدراتهم وبناء خبراتهم في مجالات العلوم المتقدمة، وتوفير التدريب العلمي المتخصص لهم لمساعدتهم على إتقان لغة البرمجة والتفوق فيها، كي يكونوا مستعدين للتعامل بكفاءة عالية مع كل متطلبات اقتصاد المستقبل الرقمي. وتتألف مبادرة «مليون مبرمج عربي» من 3 مراحل تُنفّذ على مدى عامين وتبدأ الأولى بانتساب فئتي الطلاب والمدربين العرب من كل أنحاء العالم، إلى المبادرة عبر تعبئة بيانات المشترك عبر التسجيل في الموقع الإلكتروني، ما يتيح للمنتسبين متابعة برامج ودورات البرمجة التعليمية من طريق منصة متخصصة بالتعليم الافتراضي، لينال بعدها المنتسب شهادة عند إنهاء مدة البرنامج التعليمي، تخوله خوض اختبار «تحدي المبرمجين». وتوفر المنصة برنامجاً تعليمياً متخصصاً ومتكاملاً في علوم الحاسوب والبرمجة، يتألف من دورات تدريبية مدتها 3 أشهر بالتعاون مع أرقى المؤسسات التعليمية والشركات العالمية في المجال، وذلك للمساهمة في تطوير خبرات المنتسبين ومواهبهم، ورفع كفاءتهم واطلاعهم على أحدث التطورات التي تشهدها لغة البرمجة. ومع إتمام المرحلة الأولى، يخوض المنتسبون اختبار «تحدي المبرمجين» الذي يعد المرحلة الثانية من البرنامج التعليمي، لاختيار أفضل ألف منتسب في البرنامج، ما يؤهلهم للالتحاق في دورة متقدمة في مجال البرمجة. وستُخصص جوائز مالية قيمة للمتفوقين في هذه المرحلة. ومع انتهاء المرحلة الثانية، يتم اختيار أفضل 10 مبرمجين، بحيث ينال الفائز الأول مليون دولار، فيما ينال المبرمجون التسعة مكافأة قيمتها 50 ألف دولار لكل منهم، كما ينال أفضل أربعة مدربين 200 ألف دولار، بمقدار 50 ألفاً لكل منهم. وتستهدف مبادرة «مليون مبرمج عربي» الشباب العربي تحديداً نظراً إلى البنية الفتية للمجتمعات العربية، إذ تشير الدراسات إلى أن نحو 50 في المئة من سكان الوطن العربي هم دون سن ال25، و39 في المئة منهم يطمحون إلى تأسيس مشاريعهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة، من دون إغفال ارتفاع معدلات البطالة وسط شريحة الشباب القادرين على العمل والإنتاج. وأفادت بيانات دولية بأن نسبة البطالة بين الشباب العربي «تصل إلى 28 في المئة، وهي الأعلى في العالم، وبذلك تساهم مبادرة «مليون مبرمج عربي» في مساعدة الشباب على اكتساب المعرفة التخصصية التي تمكنهم من خوض قطاع تكنولوجيا المعلومات وتحقيق طموحاتهم والحصول على فرصة عمل من بين 80 مليون وظيفة متاحة عالمياً بحلول عام 2020، خصوصاً في برامج الحاسوب، وتطبيقات الهواتف الذكية، والصفحات الإلكترونية التي تخدم الحكومات الذكية. وستمكّن المبادرة المبتكرين الشباب من لعب دور رئيس في قطاعات اقتصادية مهمة، أبرزها قطاع التجارة الإلكترونية الذي يصل حجمه عالمياً إلى 15 بليون دولار، وقطاع تكنولوجيا المعلومات ويبلغ حجمه 3 بلايين دولار في العالم العربي، إلى جانب قطاع البرمجيات في الشرق الأوسط الذي تنمو عائداته 12 في المئة، إذ تحمل هذه القطاعات آفاق نمو مستقبلية واعدة نظراً إلى النمو المطرد في أعداد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي، وتصل حالياً إلى 123 مليون مستخدم.