أكد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه أن «بلاده لا تزال موجودة في لبنان. ومن أجل حماية السلام تستمر في إرسال جنودها، كما يؤكد ذلك 650 جندياً فرنسياً منتشرين في جنوبلبنان ضمن قوة الأممالمتحدة. والكل يعلم كم أن وجودهم جنباً إلى جنب مع وحدات من الدول الأخرى المساهمة في القوات الدولية أمر ضروري لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية». وكان فوشيه ترأس قبل ظهر أمس، في قصر الصنوبر، الاحتفال ال34 تخليداً لذكرى العسكريين الفرنسيين ال58 الذين قضوا في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 1983 في التفجير الذي استهدف مقر دراكار مركز الكتيبة الفرنسية العاملة في القوة المتعددة الجنسيات في بيروت. وأقيم الاحتفال أمام نصب الموتى، في حضور سفيرة الولاياتالمتحدة الأميركية لدى لبنان إليزابيت ريتشارد، ممثل قائد الجيش العميد الركن الطيار بسام ياسين، رئيس أركان قوات «يونيفيل» الجنرال كريستيان تيبو، ملحقي الدفاع لدى الدول التي شاركت في القوة المتعددة الجنسيات، الجنرال الفرنسي بينوا بوغا وقائد القوات الدولية السابق الجنرال ألان بليغريني. وألقى السفير الفرنسي كلمة استذكر فيها «هذا المكان الذي عرفته مع الجنرال بوغا في صيف عام 1982، عندما كنت آمر سرية من الكتيبة الثانية للمظليين الفرنسيين، وذلك صباح 23 تشرين الأول عام 83 حيث اصطف 58 نعشاً من الجنود الفرنسيين». وأضاف: «في هذا العام كانت فرنسا بالفعل في لبنان لتحقيق السلام في بلد عرف حرباً أهلية لا ترحم. وهي استجابت لدعوة الحكومة اللبنانيةوالأممالمتحدة، إلى جانب حلفائها، الأميركيين، البريطانيين والإيطاليين، ضمن القوة المتعددة الجنسيات. وكانت الوحدة الفرنسية تعمل، إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية، للسلام، ولعودة السلطة الشرعية للدولة. تم نشر هؤلاء الجنود الفرنسيين في مواقع عدة شمال المطار، وأحد هذه المواقع هو مبنى دراكار». وتابع: «في صباح يوم 23 أكتوبر 1983، طاولت شاحنة مفخخة مقر القوات الأميركية الموجودة في مطار بيروت الدولي حيث سقط نحو 241 من الجنود الأميركيين ونحن نستذكرهم بتأثر لتضحياتهم. وبعد 4 دقائق، دمر بناء دراكار أيضاً بشاحنة مفخخة حيث سقط نحو 58 قتيلاً بين الجنود الفرنسيين ونجا فقط 15 مظلياً، ومن ارتكبوا هذا الجرم لم يكونوا يرغبون في ضمان السلام والأمن والاستقرار في لبنان». وقال: «هؤلاء الجنود الفرنسيون لم يكونوا يحاربون من أجل انتصار بلدهم، كانوا هنا لأن فرنسا أرسلتهم بناء على طلب السلطات اللبنانية لمساعدة لبنان والشعب اللبناني لإيجاد سبيل المصالحة والاتفاق الوطني الذي يؤدي إلى السلام. من عام 1982 إلى عام 1984، كان نحو 8,000 في بيروت من اجل الحفاظ على الأمل في جحيم المواجهة دون رحمة وسقط 89 منهم من أجل السلام في لبنان». ورحب فوشيه ب «الإنجازات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية هذا الصيف، في عملية فجر الجرود، وبقرار إرسال فوج للتدخل جنوب نهر الليطاني»، معتبراً أن ذلك «يساهم في عودة سيادة الدولة على كامل أراضيها». وقال: «أنا أعرف كيف يثمن اللبنانيون أهمية المهمات التي يقومون بها. ونحن باسم فرنسا فخورون بما يقومون به». وأضاف: «عملنا لا يتوقف على مشاركتنا في القوة الدولية إنما يطاول التدريب أيضاً، ومنذ العام 2014، زدنا ثلاثة أضعاف الجهد الذي نبذله لتدريب القوى الأمنية اللبنانية، وسيستمر هذا الجهد في عام 2018. ونحن نود تعزيز خطة التعاون التي أعلنها الرئيس (فرنسوا) هولاند، فيما أعلن الرئيس (إيمانويل) ماكرون خلال زيارة الرئيس (ميشال) عون، أن فرنسا ستتخذ في الأشهر المقبلة مبادرات دولية أخرى لمصلحة الجيش اللبناني».