لم يجد نيلسون ماتوس نائب رئيس شركة «غوغل» لشؤون الهندسة وإدارة المنتجات، صعوبة تذكر في استبدال الجاكيت والبنطلون والكرافتة، بالثوب والشماغ والعقال، خلال زيارته الرياض مع فريق عمل من الشركة. إذ بدا وكأنه أحد أبناء البلد، وهو ينتقل في ردهات فندق المملكة، مزهواً بزي السعوديين، ولولا تعثره في نطق لغة الضاد وطغيان «الدم الإفرنجي» على قسماته لظنّه كثيرون سعودياً. وأعرب ماتوس عن إعجابه بالشغف بالتقنية والحماسة للتكنولوجيا لدى السعوديين والسعوديات، وهو ما لمسه لدى من حضروا ملتقى «أيام غوغل السعودية». وانطلقت هذه الفعاليّة للمرة الأولى في السعودية أخيراً، بهدف دعم المواهب المحلية وتشجيع الابتكار في مجتمع التقنية الرقمية. وتوافد لحضور الفعالية مطوّرو برامج الكومبيوتر وأصحاب مواقع على شبكة الإنترنت، وأصحاب أعمال صغيرة، وروّاد مشاريع تقنية، إضافة إلى أساتذة وطلاب علوم الكومبيوتر وغيرهم. ووصل الحضور إلى قرابة ألف سعودي. وفي سياق «أيام غوغل»، أعلن ماتوس عن مبادرة تتعلّق بالسعوديات، تتمثل في تكفّل الشركة بتوفير فرص تدريب عملية لعدد منهن في المراكز التقنية للشركة، مُشيراً إلى تفاعلهن القوي مع التقنية الرقمية. وعرض ماتوس رؤية الشركة عن «إنترنت عربية، بمعنى تكوين شبكة تعنى بالمواضيع العربية، وزاخرة بالمحتوى العربي، بحيث تثري تجربة الجمهور الإفتراضي في الدول العربية». ووصفت شركة «غوغل» تفاعل السعوديين والسعوديات مع «أيام غوغل» بالمبهر، مشيرة إلى أن الحضور فاق الأرقام التي تسجلها مناسبات مماثلة في المنطقة، بقرابة 400 في المئة. ورأت الشركة في ذلك دليلاً على وجود طاقات سعودية تقارع بمهاراتها نظيراتها عالمياً. وفي لقاء مع «الحياة»، أشار عبدالرحمن طرابزوني، وهو شاب سعودي يشغل منصب مدير «غوغل» في المنطقة العربية الناشئة، أن هذه الشركة تستثمر بكثافة في تطويع منتجاتها في التقنية الرقمية، مع حاجات المستخدم العربي، إضافة إلى إيكال كادرات عربية بمهمة بناء منتجات جديدة مخصّصة للمنطقة. وفي المقابل، أكّد طرابزوني وجود معوّقات للتجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية، بسبب إرتفاع تكلفة الإنترنت السريعة ذات النطاق العريض، وعدم انتشار خدمات الدفع بالبطاقات الإلكترونية. ودعا أيضاً إلى بذل مزيد من الجهود في السعودية لفتح آفاق أكبر أمام مفهوم الصناعة المعرفية، التي وصفها بأنها نفط القرن ال 21. وخلال «أيام غوغل»، عُرِضَت منتجات رقمية لهذه الشركة، شملت نسخاً عربية من موقع «يوتيوب» YouTube وقسم «خرائط غوغل»، إضافة إلى خدمة «جيمايل أس أم أس»Gmail SMS لإرسال الرسائل النصّية القصيرة مجاناً من بريد «جيمايل» إلى الهواتف النقالة في السعودية. وتنفّذ الخدمة الأخيرة بالتعاون مع شركة «الاتصالات السعودية».