لم تتردد لحظة في الحديث، بعد أن ضاقت بها الدنيا، وفقدت الأمل في أي حل في وسعه أن يرفع عنها ولو القليل من الحمل الملقى على عاتقها.هي وأطفال لا مأوى لهم وليس هناك من يعولهمأم علي في العقد الخامس من العمر، طوق الفقر والمرض حياتها وحولها إلى بؤس وجحيم دائمين. وزادت المعاناة بعد وفاة زوجها بمرض السرطان، إذ ورث لها زوجها الفقر وثلاثة أبناء بحاجه للرعاية والاهتمام. تقول: «كان زوجي يعمل في وظيفة بسيطة في القطاع الخاص، اضطر إلى تركها بعد إصابته بالمرض. إذا أصبحنا من دون دخل مالي مستقر منذ إصابته بمرض السرطان الذي تسبب في وفاته في ما بعد». مشيرة إلى أن أحوالها المادية ساءت أكثر مع مرور الأيام، خصوصاً أنها كانت تلجأ إلى الدَّين حتى تستطيع توفير حاجات بيتها وأبنائها الأساسية. وظروف أم علي الصعبة لم تتوقف على ديونها التي وصلت إلى ما يزيد على 10 آلاف ريال، إذا بدأت حالتها الصحية في التدهور منذ خمس سنوات لاستشراء مرض السكري في جسدها. مشيرة إلى أن سبب عدم انتظامها في علاج مرض السكري الذي أصيبت به منذ سنوات سبب لها تدهوراً في شبكية العين اليسرى، وتضاعف إلى أن وصل إلى ضمور كامل بعصب العين، وهو ما أسهم في نقص حاد في البصر في هذا العين وصل العجز بها إلى 98 في المئة. وتتابع بصوت متحشرج باكٍ: «إن مرضي أضاف مصاريف مستحدثة على موازنة عائلتي البسيطة، وهو ما دفع ابني الكبير إلى ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بعمل في إحدى شركات القطاع الخاص براتب قدرة 1600 ريال». موضحة أن راتب ابنها لا يكفي لسداد جميع متطلبات حياتهم من مستلزمات منزلية وفواتير للكهرباء، إضافة إلى تكاليف علاجها.