حدد الرئيس التنفيذي لشركة البلد الأمين المهندس إبراهيم البلوشي، الربع الثالث من العام الحالي 2011 موعداً لطرح مشروع «قطار مكة» للمنافسة العامة أمام الشركات. وأعلن البلوشي توجه الشركة حالياً إلى إنشاء شبكة داخلية للقطارات في العاصمة المقدسة تربط قطار الحرمين المقبل من المدينةالمنورة بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة عبر مشروع قطارات المشاعر، كاشفاً انتهائها من إعداد الدرس الفني للمشروع والبدء الفعلي في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والمالية للمشروع. وقال في بيان صحافي أمس: «البلد الأمين هي شركة حكومية مملوكة بالكامل لأمانة العاصمة المقدسة، وتدار بفكر القطاع الخاص، ولم تنشأ من أجل منافسته، لكنها حريصة على إنشاء المشاريع التنموية التي من شأنها تحقيق النفع للاقتصاد الوطني وللمواطن»، مبيناً أن الشركة تتجه من خلال أربعة مشاريع للإسكان الميسر «المدعوم»، ستنفذها خلال فترة تتراوح بين خمسة وسبعة أعوام، إلى إنشاء 15 ألف وحدة سكنية، وذلك لردم جزء من أزمة الإسكان، إذ أثبتت الأبحاث العلمية أن سوق العاصمة المقدسة في حاجة إلى نحو 100 ألف وحدة سكنية حالياً. وتابع: «المواقع التي نستهدف إنشاء المواقع السكنية فيها هي أم الجود التي بدأت الآليات العمل فيه أخيراً، إضافة إلى ثلاثة مواقع تتمثل في العكيشية، و شارع الحج، والراشدية (جنوب وشمال وشرق مكة على التوالي)، التي تخضع جميعها الآن لدراسات الجدوى الاقتصادية استعداداً لطرحها أمام المطورين من القطاع الخاص». وفي السياق نفسه، كشف البلوشي وجود خطة لتطوير خمس مناطق عشوائية في قلب العاصمة المقدسة هي جبل الشراشف، الكدوة، النكاسة، الزهور، الخالدية 2، وستطرح أولاها (جبل الشراشف) أمام القطاع الخاص في آب (أغسطس) المقبل، لافتاً إلى أن عمليات المسح الميداني والدراسات الاجتماعية قائمة الآن، وأن الشركة ستعتمد في تطوير الأحياء العشوائية محاور عدة، تتصدرها توسعة الطرق وإكمال منظومة خدمات البنية التحتية، ومن ثم تطوير المنطقة وإعمارها وفق موقعها وعوامل الجذب فيها. ويرى الرئيس التنفيذي ل«البلد الأمين» أن العبء في العاصمة المقدسة على القطاعات الحكومية والخدمية والخاصة مضاعف، خصوصاً أن الخدمات التي تقدم في المدينة لا تقتصر على السكان الذين يبلغ عددهم 1.8 مليون نسمة، بل تستهدف خدمة أكثر من 10 ملايين نسمة يفدون إليها سنوياً من مختلف بقاع الأرض إما زواراً أو معتمرين أو حجاجاً. وأضاف: «إننا الآن بدأنا تدشين مشروع أم الجود الذي سيعمل على إيجاد نحو أربعة آلاف وحدة سكنية، من ضمنها نحو 2500 وحدة سيتم بيعها على المواطنين بأسعار مدعومة، كما نعمل على درس ثلاثة مواقع أخرى تتراوح مساحاتها بين 400 ألف متر مربع ومليون متر مربع، وسيتم تنفيذ مشاريع سكنية فيها». وأردف: «لنا توجهات في المرحلة المقبلة بعد ثلاثة أعوام من الآن، فنحن نريد أن نصنع مناطق جذب سياحية دينية قادرة على جذب الزوار إليها، وتعريفهم بالأماكن الدينية والمتاحف وإبراز جميع ما يتعلق بالدين الإسلامي وتاريخ مكةالمكرمة الذي يعد أحد أبرز عناصر الجذب للسائحين والقادمين إليها، إضافة إلى أن هذا التنوع في تقديم الخدمات سيسهم في ارتفاع الناتج الاقتصادي لمكةالمكرمة إيجاباً، إضافة إلى الناتج القومي». وأشار البلوشي إلى أن مشاريع الإسكان الميسر التي هم بصدد تنفيذها، تعد من أحد المشاريع التابعة لمنظومة تطوير المناطق العشوائية، إذ يقتضي الأمر أن يوجد إسكاناً بديلاً وميسراً، خصوصاً الذين أزيلت أو ستزال عقاراتهم لمصلحة منظومة المشاريع التطويرية، خصوصاً أن حجم تعويضاتهم لا يتواءم مع سعر الأراضي المعروضة للبيع حالياً في المخططات المعتمدة، التي تصل فيها مستويات الأسعار إلى نحو مليون ريال لقطعة الأرض الواحدة، وهذا من المعوقات التي واجهت مشروع تطوير العشوائيات وعرقل تقدم مسيرتها.