تقوم سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة نيكي هايلي بالرحلة الأولى لها إلى أفريقيا الأسبوع المقبل تزور خلالها جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية حيث تتصاعد أعمال العنف على رغم وجود جنود دوليين لحفظ السلام. وهذه الجولة التي أعلنها في أيلول (سبتمبر) الماضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشعر ب «قلق عميق» على «حياة ملايين في حال خطر» في البلدين، ستقود هايلي التي تتمتع بصفة وزير في الإدارة الأميركية، إلى أثيوبيا أولاً. وقال مكتب السفيرة في بيان إن إقامتها في أفريقيا ستستمر من 23 الى 28 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري. وأضاف «الى جانب المحادثات التي ستجريها مع سلطات الدول التي ستزورها ومسؤولين في الاتحاد الإفريقي وممثلين للأمم المتحدة، ستلتقي نساء وأطفالاً يستفيدون من حماية ودعم عمليات الأممالمتحدة». وأضاف أن هايلي برحلتها هذه «يمكن أن تطّلع بنفسها على عمل الأممالمتحدة في دول دمرتها نزاعات، من خلال زيارات إلى بعثات حفظ السلام ومواقع تعمل فيها وكالات اخرى للأمم المتحدة تقدم مساعدة إنسانية حيوية». وقال الرئيس الأميركي في ايلول (سبتمبر) الماضي «أرسل السفيرة نيكي هايلي إلى افريقيا لمناقشة النزاعات وتسويتها والأهم منع وقوعها». وأضاف: «نواصل تقديم مساعدة إنسانية» في جنوب السودان والكونغو الديموقراطية «لكن للتوصل إلى نتائج حقيقية في وقف هاتين الكارثتين يتطلب عملية سلام جدية والتزاماً جدياً حقيقياً من قبل الأطراف المعنية». ويشهد جنوب السودان منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013 حرباً أهلية أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى، تغذيها منافسة بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار. واندلع النزاع بعد سنتين ونصف سنة فقط من استقلال البلاد في تموز (يوليو) 2011 الذي تم بفضل الولاياتالمتحدة. وكانت هايلي أكدت في الأممالمتحدة الشهر الماضي أن مبادرة سلام جديدة جاءت من دول المنطقة تشكل «الفرصة الأخيرة» لسلطات جنوب السودان لإنهاء النزاع. وتضم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان نحو 14 ألفاً من جنود حفظ السلام. وتوجه الولاياتالمتحدة انتقادات أقسى إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تهزها أعمال عنف بينما تشهد جموداً سياسياً. ودانت واشنطن الإثنين الماضي انتخاب هذا البلد عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب أدائه في هذا المجال. وعلى رغم انتهاء ولايته أواخر 2016، ما زال الرئيس جوزف كابيلا في السلطة ولم يعلن أي برنامج زمني لانتخابات على رغم ضغوط الأسرة الدولية لتنظيم انتخابات «في أقرب وقت ممكن». ولا يسمح الدستور لكابيلا بالترشح مجدداً لكن عليه البقاء في منصبه حتى انتخاب خلف له. وبموجب اتفاق مع المعارضة، كان يفترض أن تجرى انتخابات قبل نهاية 2017. وفي آذار (مارس) الماضي قتل خبيران من الأممالمتحدة هما سويدية - تشيلية وأميركي في كاساي (وسط)، في جريمة ستتطرق إليها هايلي. وبعثة الأممالمتحدة في الكونغو الديموقراطية هي أكبر عمليات حفظ السلام ال 15 في العالم وتضم 18 ألف رجل. ومنذ كانون الثاني (يناير) الماضي أصبحت حاكمة كاليفورنيا الجنوبية السابقة (45 سنة) التي لم تكن تملك خبرة في السياسة الخارجية، تتمتع بأهمية كبرى في إدارة ترامب. ومن زياراتها السابقة التي دفعت كثيرين إلى الحديث إلى طموحات رئاسية لديها، تلك التي قامت بها إلى اسرائيل في حزيران (يونيو) وفيينا في آب (أغسطس) لتطّلع من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على مدى التزام طهران الاتفاق النووي، وذلك قبل شهرين من امتناع ترامب عن تأكيد أن طهران تنفذ التزاماتها. وتندرج زيارة هايلي إلى أفريقيا في إطار رغبة الولاياتالمتحدة في مراجعة كل عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأممالمتحدة وتعتبرها واشنطن أكبر مساهمة في موازنة المنظمة الدولية، مكلفة جداً.