منذ أربعينات القرن العشرين، يحوم شبح الفناء الذري على واقع العيش اليومي للبشر. وزاد ثقل الشبح مع انفراد الولاياتالمتحدة في استخدام القنابل الذريّة فعليّاً، إضافة إلى سباق التسلح النووي وسلسلة من التجارب النوويّة التي تنجح كل مرّة في هزّ قلوب البشر رعباً وتوجسّاً من أن يكون الآتي أعظم بلاءً. وفي ما يلي عرض زمني مختصر لشبح الفناء الذري: 1942-1: أطلقت أميركا «مشروع مانهاتن» لصنع أول قنبلة ذريّة في التاريخ. ونهض بالأمر 130 ألفاً من العلماء والعاملين، مع موازنة بليوني دولار، ما يفوق 30 بليون دولار بسعر الدولار حاضراً. 2- 16 تموز (يوليو) 1945: بداية العصر الذري، مع نجاح أميركا في تجربة أول سلاح ذرّي في التاريخ. حملت التجربة اسم «الثالوث المقدس»، وقدّرت قوة الانفجار بقرابة 20 ألف طن من ال «تي أن تي». 3- 6 آب (أغسطس) 1945: أميركا تقصف مدنيّين في «هيروشيما» اليابانيّة، في أول استعمال فعلي للسلاح الذري تاريخيّاً. دُمّرت المدنية، وأُهلِك قرابة 140 ألف شخص. بعد ثلاثة أيام، ألقيت قنبلة أميركيّة مشابهة على «ناغازاكي»، مهلكة 74 ألف شخص. واستمرت الإشعاعات النوويّة في فتكها طويلاً في المدينتين. 4-1949: اختبرت موسكو قنبلتها الذريّة الأولى، مطلقة سباق التسلح النووي. 5-1952: أميركا تختبر أول قنبلة هيدروجينيّة فاقت قوّتها قنبلة «هيروشيما» بقرابة 500 ضعف. 6-1955: جهد أول للتخلص من شبح الفناء النووي، مع صدور بيان وقّعه الفيلسوف البريطاني برتراند راسل والعالِم آلبرت آينشتاين وآخرون. حضّ البيان الدول على عدم استخدام السلاح الذري. 7-1961: التفجير النووي الأضخم نفّذته موسكو بواسطة قنبلة هيدروجينيّة بلغت قوّتها 58 مليون طن، وسمّتها «قنبلة القيصر». 8-1968: توقيع «معاهدة الحد من تكاثر الأسلحة النوويّة»، مع تعهد من يمتلكها بالسعي إلى التخلص منها. 9-1985: منظمة «علماء فيزياء دوليين ضد السلاح الذري» تفوز بجائزة «نوبل للسلام». 10-2017: أقرّت الأممالمتحدة «معاهدة حظر الأسلحة النوويّة» في 7 تموز (يوليو). وفي 6 تشرين أول (اكتوبر)، نالت «الحملة الدوليّة لإزالة السلاح النووي» جائزة «نوبل للسلام».