لم تتخذ الحكومة العراقية أي إجراء لتنفيذ وعد رئيس الوزراء نوري المالكي بانتخاب مجالس المحافظات التي وعد بها المتظاهرين في بغداد وباقي المحافظات قبل نحو شهر. ودعا ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تظاهرة تحت شعار «لن نهدأ». وجاء في بيان ان المتظاهرين سيطالبون بتشكيل حكومة تكنوقراط. وكانت منظمات صحافية أعلنت مشاركتها الجمعة في تظاهرات تطالب باقالة رئيس مجلس محافظة بغداد من منصبه. ويتطلب اجراء اي انتخابات في العراق مدة زمنية لا تقل عن خمسة شهور، وقال رئيس المفوضية فرج الحيدري ل»الحياة» انها «لم تتسلم أي طلب رسمي من الحكومة او البرلمان لإجراء انتخابات مجالس المحافظات». واستبعد «امكان اجراء الإنتخابات في الوقت الحاضر»، موضحاً انه «يجب التصويت على قانون الانتخابات ثم تسجيل الائتلافات المشاركة ومنحها ارقاماً خاصة ومدة لا تقل عن شهر ونصف الشهر لاجراء الدعاية». وعلى رغم دعم بعض الاطراف السياسية لمطالب المتظاهرين بشكل غير مباشر، لا سيما الاطراف التي خسرت الكثير من نفوذها في المحافظات مثل «المجلس الاعلى الاسلامي» ، الا ان المالكي الذي بدا غير مستعد لخسارة ما حققه من نجاحات في انتخابات مجالس المحافظات عام 2009أطلق وعده لامتصاص غضب المتظاهرين. التعهد وكان رئيس الوزراء فاز في عشر محافظات من أصل 14 محافظة في انتخابات مجالس المحافظات ، وحصلت قائمته على أكثر من ربع مقاعد المجالس البالغة 440 مقعدا، محققة المركز الأول في بغداد وتسع محافظات جنوبية. وأكد النائب عن كتلة المالكي أمين هادي عباس ل»الحياة» ان «المفاوضات التي أدت إلى تشكيل الحكومة صاحبتها اتفاقات من الصعب التخلي عنها في الوقت الحاضر»، معتبراً ان أي انتخابات جديدة «يمكن أن تربك الاوضاع». لكنه أضاف ان «المالكي قد يتخذ قراراً بتقديم انتخابات مجالس المحافظات أما إعادتها في الوقت الحاضر فليست مناسبة». المتظاهرون الذين يصرون على تنفيذ مطالبهم لا يتوقعون الكثير في هذا المجال، وهذا ما يدفعهم الى الإستمرار في التظاهر غير مكترثين بوعود الحكومة. ووقال رئيس مؤسسة «مسارات» عضو المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور سعد سلوم ل»الحياة» ان «الجماهير الثائرة ضد الفساد لا تملك ضمانات لتنفيذ وعود الحكومة». وأوضح ان المهلة التي منحتها الحكومة للمحافظين والوعود باعادة انتخابات مجالس المحافظات «نوع من محاولات امتصاص غضب الشارع» . وزاد ان «تلك المهلة طلبتها الحكومة، ونحن لم نوافق عليها كي نتوقف عن التظاهر، كما ان هناك تحركاً لتسويف مطالب المتظاهرين، وشن حملة تشويه اعلامية لتمييع القضية». سعد توقع تصاعد نبرة الاحتجاجات والمطالبات باقالة المحافظين في الشهرين المقبلين، حين تشتد حرارة الصيف وتنعدم الخدمات الضرورية في بيوت العراقيين، ما يجبر الحكومة على اتخاذ اجراءات.