لا شك في ان المخرج السوري الراحل قبل أسابيع قليلة عمر أميرالاي، كان واحداً من أبرز صانعي السينما الوثائقية في العالم العربي، ومنذ ما لا يقل عن ثلث قرن. ومن هنا ليس غريباً أن يهتم به، في العاصمة اللبنانية، بيروت، مهرجان سينمائي متخصص في هذه السينما الوثائقية نفسها. هذا المهرجان هو «شاشات الواقع» الذي بدأ عروضه الاثنين الفائت ويختتمها بعد غد بلقاء - تحية لعمر أميرالاي نفسه، يعرض خلاله فيلمان من أبرز أعماله «طوفان في بلاد البعث» (2003) الذي أثار سجالات كبيرة معظمها سياسي بالطبع كما حال معظم أفلام هذا المخرج، ومنذ بداياته مع أعمال مثل «الحياة اليومية في قرية سورية» و «الدجاج». إضافة الى «هناك أشياء لتروى» (1997). وسيكون اللقاء، كما أشار برنامج المهرجان في حضور عدد من السينمائيين، و «أصدقاء المخرج» من لبنانيين وسوريين. أما بالنسبة الى عروض المهرجان نفسه، والتي لا يزال أمام الهواة ثلاثة أيام لمتابعة ما تبقى منها، فإنها تشمل بعض أبرز الأعمال في هذا المجال، التي ظهرت خلال عام 2010، في العالم وفي السينما الوثائقية العربية، بما في ذلك فيلم «حنين الى النور» للشيلي باتريسيو غوزمان، الذي سبق له أن لفت الأنظار قبل فترة بعمل رائع حققه عن الرئيس الشيلي اللندي. والى هذا الفيلم المميز، عرض المهرجان واحداً من أبرز الأفلام التسجيلية التي عرضت في «كان» الفائت، أسوة بفيلم غوزمان، وهو «كليفلاند ضد وال ستريت» للبلجيكي جان ستيفان برون، وهو فيلم حول سكان مدينة كليفلاند الأميركية يقيمون دعاوى قضائية ضد المصارف، إذ يعتبرونها مسؤولة عن افلاسهم إبان الأزمة الاقتصادية الأخيرة. من الناحية العربية، شارك في المهرجان فيلم «ظلال؟ الذي حققته ماريان خوري مع الراحل مصطفى الحسناوي وكان عرض في مهرجان البندقية ضمن مهرجانات أخرى، وتعرض كوثر بن هاتيا فيلم «الأئمة يذهبون الى المدارس»، فيما تعرض الفرنسية كولين سيرو عملها الجديد «حلول محلية لفوضى أممية» (الفيلمان غداً السبت في صالة «هوفيل» التي تديرها جمعية متروبوليس منظمة اللقاء مع البعثة الثقافية الفرنسية في لبنان)... والى هذا كله يتضمن البرنامج «كارت بلانش لمهرجان التوثيق في مرسيليا» و «كارت بلانش أخرى لسينما الواقع».