قالت مصادر لبنانية رسمية ل «الحياة» إن الرئيس المكلّف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي «أنجز قبل يومين تشكيلتين للحكومة العتيدة واحدة موسعة مختلطة من سياسيين وتكنوقراط والثانية جميع وزرائها من التكنوقراط ومصغرة» وإن التشكيلتين وضعتا على طاولة البحث من أجل تفعيل جهود إصدار الحكومة الجديدة، لكن توقيت إنجاز الحكومة استناداً الى التفاوض حول هاتين الصيغتين «ليس محدداً بعد، في انتظار نجاح المفاوضات في هذا الشأن». وفيما تتكثف الاتصالات من أجل إخراج عملية تشكيل الحكومة العتيدة من المراوحة، وقع حادث أمني في منطقة البقاع حيث تبلغت القوى الأمنية بعد ظهر أمس خطف 7 سياح أجانب من هواة ركوب الدراجات الهوائية، ومن الجنسية الاستونية (أوروبا الشرقية)، وأطلقت القوى الأمنية والجيش حملة بحث واسعة عنهم عصراً. وهي المرة الأولى منذ ثمانينات القرن الماضي التي يخطف فيها أجانب في لبنان، ما أثار اهتماماً أمنياً وإعلامياً واسعين. وخُطف الشبان السبعة حين كانوا يستقلون دراجاتهم الهوائية في المنطقة الصناعية في مدينة زحلة البقاعية. ووجدت دراجاتهم وكامل أمتعتهم عند الرابعة بعد الظهر على حافة المنطقة الصناعية. وضربت القوى الأمنية ووحدات من الجيش طوقاً أمنياً امتد من مدينة زحلة، وعلى عدد من الطرقات، في اتجاه بلدة رياق شرقاً، بعدما تردد أن الخاطفين سلكوا طريق رياق وسط تكهنات بأن يكونوا أكملوا طريقهم في اتجاه بعلبك، فيما قالت مصادر أمنية إن التحريات تجرى لمعرفة ما إذا كانوا سلكوا طريقاً آخر معاكساً في اتجاه محيط بلدة مجدل عنجر، بينما ذكرت معلومات أخرى أن التحريات شملت ليل أمس إمكان خطفهم الى مكان ما في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتردد أن الجيش قام بعمليات تفتيش في محيط بلدة كفرزبد قرب قوسايا في البقاع الأوسط. وعلمت «الحياة» أن مزارعاً كان في المكان الذي حصلت فيه عملية الخطف شاهد باصين من نوع «فان» وسيارة مرسيدس - 300 متوقفة ومسلحين يضربون شخصاً ثم يدخلونه عنوة الى الفان ثم يغادرون بمركباتهم. ويقول الشاهد في إفادته امام الأجهزة الأمنية انه ظن للوهلة الأولى ان الخلاف هو على أفضلية المرور، لكن بعد مغادرة المركبات شاهد سبع دراجات هوائية وأمتعة وجوازات سفر، فأبلغ الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور وباشرت تحقيقاً في الحادث. وتشير المعلومات الأولية الى أن الدرّاجين السبعة دخلوا لبنان قادمين من سورية أمس من طريق المعبر الحدودي الرسمي عند نقطة المصنع، وأن عملية الخطف لم تتم بهدف السرقة لأن أموال المخطوفين كانت لا تزال في مكانها مع بقية الأغراض. ورحجت الأجهزة الأمنية أن يكون الخاطفون تجنبوا حاجزاً للجيش في زحلة فسلكوا طريق الدلهمية التي تؤدي الى رياق. ومساء أكد قنصل استونيا في لبنان أن المخطوفين السبعة من التابعية الاستونية. أما في شأن جهود تسريع تأليف الحكومة الجديدة فقد أكدت المصادر الرسمية أن التشكيلتين اللتين أعدهما ميقاتي «باتتا في جيبه وعلى طاولة البحث مع الفرقاء ويفترض إعطاء الجهود بعض الوقت وربما تظهر النتائج قريباً لأن الطبخة الحكومية باتت في نهايتها والأمور لم تعد تحتمل الكثير من التأخير». وأضافت المصادر ل «الحياة» أنه «يمكن القول إننا أمام الصيغة ما قبل النهائية للحكومة الجديدة، لكن ميقاتي لا يريد الالتزام بأي توقيت لإعلان الحكومة إذ من الممكن أن يكون ذلك خلال 48 ساعة وربما يكون الأسبوع المقبل أو قبل آخر الشهر إلا أن الطبخة باتت على حماوة». كما أن المصادر نفسها رفضت الحديث عن الأعداء في التشكيلة الأولى المختلطة، التي يرجح أن تكون 26 وزيراً، وكذلك عن عدد وزراء تشكيلة التكنوقراط المصغرة التي يرجح أن تكون من 14 وزيراً. يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل أمس في دمشق رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. وأوضحت وكالة «سانا» أن الأسد عرض مع فرنجية «الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة اللبنانية والأوضاع على الساحة العربية». وقالت مصادر مقربة من فرنجية ل «الحياة» إن الجانب السوري أكد أنه «يتمنى إنجاز الحكومة عكس ما يشاع عن أن سورية مع التمهل في تأليف الحكومة، مع أنها لا تتدخل في معالجة العقد وهذا الأمر متروك للفرقاء اللبنانيين، ولا تمارس أي ضغط على أحد».