عند التمعن في التجارب الشبابية في البرلمانات المجاورة، يظهر مجلس الأمة الكويتي رائداً في إشراك الشباب في العملية الشوروية، وكذلك في إمارة الشارقة بالإمارات ذات التجربة الناجحة، إذ أنشئ عام 2005 مجلس شورى الشباب. في اعتقاد الكثير من السعوديين أن الأوان آن لضخ دماء شابة وجديدة إلى روح العمل الشوروي من الجنسين، للاستفادة من رؤيتهم العصرية حول مستقبل بلادهم، فهم أكثر دراية بحاجة أقرانهم وتطلعات جيلهم. ويرى الصحافي عبدالعزيز طربزوني أن «مفهوم الشورى في المملكة التصق برجال الخبرة المتقاعدين، الذين قضوا أعواماً في العمل الحكومي، وأنه أخيراً بدأ يتطور ويضم رجال أعمال ونساء، معتقداً أن الخطوة المقبلة من دون شك هي إشراك الشباب، لأن الحكمة والدراية لم تعد تقتصر على الدراية بالقوانين والأنظمة، ولكن بشكل أهم القدرة على استيعاب متطلبات المجتمع وتنفيذها، وأهمية إدراك الوسائل الحديثة والتطور في وسائل التنفيذ». ويضيف طربزوني: «صورة الشورى الذهنية صورة البروفيسور المتقاعد صاحب السجل الطويل من الخبرات، وهذا مهم جداً من دون شك في النواحي التنظيرية والتشريعية. لكن الدماء الجديدة مهمة في النواحي التنفيذية والتطبيقية، والتي ستكون إكمالاً للمنظومة الموجودة حالياً». واستطرد: «المطالبة ليست كافية من المجتمع، ونظام مجلس الشورى والمناصب القيادية ينص على عمر 30 عاماً، معتقداً أن هذا العمر كان مناسباً في يوم ما، إذ لم يكن يكتمل التعليم والمعرفة إلا بعمر مقارب من ذلك، ولكن الآن نجد حاملين لشهادات عليا وأعوام من الخبرة وهم لم يتجاوزوا هذه السن، فعصر السرعة جعل المعرفة والخبرة العملية أسرع، ويجب أن يترجم ذلك في قانون المجلس وعمر الأعضاء». ويتمسك طربزوني بفكرة الجمع بين الجيلين، «هناك حاجة كبيرة ومُلحة إلى بيروقراطيي الحكومة والأكاديميين في المجلس الذين يعرفون مداخل الأنظمة ومخارجها، لكن هناك أهمية كبرى لوجود شباب لسببين، أولهما: طرح قضاياهم بزوايا تغيب بطبيعة الحال عن الجيل الأكبر، والثاني إيجاد حلول مبتكرة وغير مكلفة وإبداعية للمشكلات التي يواجهها المجتمع». وزاد: «يجب أن نكون في المجلس لنخدم المجتمع، وليس لنطالب فقط ونتفرج. نريد أن نكون في المجلس لنعمل مع الآخرين، ولا نطالب الآخرين بالاهتمام بنا فقط، لا نريد المجلس لنتمرد على القامات الموجودة فيه، وإنما للعمل معها ومساعدتها». وزاد إن وجود أعضاء شباب في البرلمان ليست سابقة في العالم، فأون شوك (27 عاماً)، وباتريك مورفي (29 عاماً) أعضاء في الكونغرس الأميركي، وفي البرلمان البريطاني هناك باميلا ناش (25 عاماً)، وفي الخليج هناك النائب عبدالكريم الكندي (32 عاماً)، والنائب أسامة الطاحوس (34 عاماً) أعضاء في مجلس الأمة الكويتي. علاوة على الكثير من الحالات المشابهة في معظم برلمانات العالم.