يرى أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم البعيز أن التجربة البرلمانية في السعودية «مختلفة إلى حد كبير عن كل التجارب البرلمانية في العالم»، فهي مختلفة من وجهة نظر من ناحية الانتخاب، ومختلفة من ناحية الصلاحيات، لذلك من الصعوبة المطالبة بأن «نكون مثل بقية دول العالم في قضية تمثيل الشباب». ويحمل الدكتور البعيز وسائل الإعلام والوسائط التقنية المسؤولة عن إدارة الإعلام والعلاقات العامة في مجلس الشورى مسؤولية نقل أصوات الشباب ومطالبهم، لتتم مناقشتها تحت قبة المجلس. كما يرى أن «المسألة ليست مرتبطة بالعمر»، وأنه لا يوجد أي برلمان في العالم يخصص مقاعد بحسب العمر، ويقول: «لو أننا بحثنا عن متوسط العمر لأعضاء المجالس البرلمانية في العالم لوجدناهم في الغالب من كبار السن ممن لهم تجارب في الإدارة والسياسة، لأن التجربة والخبرة من المتغيرات الأساسية لمؤهلات صناع القرار والمشرعين». ويوافق عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور سعيد بن جرمان الدكتور البعيز في أن التجربة الشوروية السعودية قياساً بكثير من البرلمانات أو مجالس الشورى في الدول العربية أو الدول الإسلامية أو العالمية تعتبر قصيرة، وإنها لم تصل إلى المرحلة التي يمكن فيها إقحام بعض الشباب في التجربة، لأن الخبرة الكافية والتجربة العلمية والعملية - بحسب قوله - مهمة جداً في هذا الجانب. ويستطرد ابن جرمان: «إن المستقبل ربما يفرز حاجات فعلية في هذا الجانب، طالما أن 70 في المئة من أبناء الوطن هم من الشباب، إذ إن الحاجة ستفرض اختيار من يمثلهم من سنهم»، مشيراً إلى أن الاختيارات خلال الأعوام الماضية كانت موفقة في خبرات متراكمة متعددة ومتخصصة ومتنوعة. وأضاف: «ليس هناك تعمد في عدم استيعاب الشباب داخل مجلس الشورى، ولكن الدراية والخبرة تلعبان دوراً في التعيين والاختيار، لأن المجلس كان يهدف إلى وجود خبرات تراكمية وعملية خلال الفترة الماضية، لأنه كان في مرحلة بناء، وأعتقد أنه في المرحلة المقبلة ستكون ثمة فرصة مواتية وكبيرة للشباب، بدليل ما هو حاصل الآن في الديوان الملكي الذي يحوي شباباً كثيرين على رأسهم خالد التويجري، وحواليه الكثير من الشباب المتمكنين والنشطاء». وتابع: «هؤلاء أقرب الناس إلى إدارة أمور البلاد بكاملها وهم قريبون من ولي الأمر، وهذا يعطينا مؤشراً أن القيادة مهتمة بالشباب، لأن المرحلة الحالية تقتضي هذا، وسيدخل الكثير من الشباب إلى المجالس، سواء في مجلس الشورى أم في أي مناصب قيادية عليا وسنراهم قريباً».