«قل لي ماذا تأكل أقل لك من أنت» مقولة شائعة لها بعد مهم في تشكيل الهوية الاجتماعية والثقافية لأي مجتمع. ولأهمية العادات الغذائية، التي تختلف من مجتمع إلى آخر، وبين الأفراد كباراً وصغاراً، يحرص كثيرون، ولا سيما من المهتمين بسلامة الغذاء والصحة العامة بدرس وانتقاء الأغذية الصحية الجيدة التي تفيد الجسم، وتمده بالطاقة والقيمة الغذائية اللازمة التي يحتاج إليها طوال اليوم، وفي رأس قائمة الاشتراطات الصحية أن تكون خالية من المواد المضافة أو المحسنات والملونات الضارة بالصحة، التي تخرج عن إطار طبيعتها التكوينية، وتفتقر معها إلى عناصرها الغذائية المهمة، فضلاً عما تتسبب فيه من مشكلات صحية، وأمراض مستعصية حتى وإن ظهرت على المدى البعيد، وعادة يتطلب علاج هذه الأمراض أو التخفيف من حدتها استنزاف الأموال والوقت، وما يصاحب ذلك من قلق واكتئاب نفسي. وفي هذا الجانب اهتمت خريجة التغذية الصحية تغريد التويجري، منذ صغرها، بالغذاء الصحي الطبيعي الخالي من المواد المضافة، وقاعدتها العقل والجسم السليمان في الغذاء السليم، ولحرصها على توعية مجتمعها بأهمية الغذاء الصحي ومحاربة العادات الغذائية السيئة، التي تتمخض منها أمراض عصرية خطرة، كأمراض الجهاز الهضمي والسكري والسمنة، وارتفاع ضغط الدم والكسل والخمول، وبالاطلاع والبحث في هذا الشأن تبلورت لديها فكرة إنتاج وجبات خفيفة مُشبعة وغنية بالقيمة الغذائية من المكسرات، خالية من المواد المضافة أو المحسنات والأصباغ الملونة، والمنكهات أو الزيوت المهدرجة والسكر المكرر والمواد الحافظة، معتمدة فيها على المكسرات وسكر جوز الهند، وقليل من ملح البحر فقط، تعبأ في أوعية زجاجية أنيقة، مرفقة بإيضاح للمحتوى وتعليمات الاستخدام، ولديها شهادة صحية وسجل تجاري يخولانها العمل في هذا المجال. تقول التويجري عن فكرة مشروعها nutters الذي تعمل فيه من المنزل وبدأته بتجارب مع أهلها وصديقاتها: «فكرة مشروعنا إبداعي وخلاق وغير تقليدي، أحببنا تقديم منتجاتنا الصحية والمفيدة بطريقة محببة ومرغوبة من الجميع»، مشيرة إلى أن هذه المنتجات يمكن استخدامها مع شرائح الخبز المحمص الشهي، أو الخبز العادي، كما يمكن تغميسها مع الفواكه الطازجة والمجففة، بحسب الرغبة، أو مع الزبادي، وهي مناسبة لتكون وجبتي إفطار وعشاء تساعدان في الحد من استخدامنا منتجات الأجبان بكثرة، التي لها أخطار على صحة الإنسان، مؤكدة أن إدخال زبدة المكسرات في موائدنا بالطريقة الصحية المناسبة تجنبنا أضرار المكسرات المليئة بالملح والنكهات الصناعية والمواد الحافظة. وأضافت: «وجدنا بدائل صحية ومفيدة للأطفال «كالنوتيلا» المحضرة من البندق، والفول السوداني بالشوكولاتة، التي تقي الأطفال من أضرار الأطعمة السيئة والسريعة، التي لا تخلو من الزيوت المهدرجة والدهون الحيوانية، كذلك حاولنا جذب الأطفال إلى تناول التمر من خلال ما ننتج منه، وهو المغطى بزبدة المكسرات الصحية». وعن سر استخدامها سكر جوز الهند بدلاً من السكر المتوافر في الأسواق، قالت تغريد التويجري: «السكر الأبيض له أضرار كثيرة، لذا استبدلت به سكراً طبيعياً، وهو سكر جوز الهند، كونه غني بعدد من الفيتامينات والمعادن المهمة للصحة مثل فيتامين C,B1,B2,B6، إضافة إلى الحديد والزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وأهم خاصية لسكر جوز الهند هي تأثيره في مؤشر نسبة السكر في الدم بعدم الارتفاع والمحافظة عليه، فضلاً عن أنه يخفض الكولسترول، وهو غني بالمواد المضادة للأكسدة، ويمنع فقر الدم، كما أنه يحوي الألياف ويمتاز بطعمه اللذيذ الذي يشبه الكراميل». وأشارت في لقائها مع «الحياة» إلى أن معملها يعمل في شكل يومي لتوفير طلبات الزبائن من داخل الرياض وخارجها، لافتة إلى أن بعض زبائنها في الخليج يتساءلون عن كيفية إيصال المنتجات إليهم، والتي تذوقوها في المعارض التي شاركت فيها باستمرار. وبينت أنها تحرص على أن يتذوق زبائنها منتجاتها قبل الشراء ليتأكدوا من جودتها بأنفسهم، قبل أن يقدموا على شرائها، كاشفة أن معظم زبائنها من شريحة المثقفين والأطباء والمهتمين بالصحة، ومنتجاتها متاحة بأسعار تبدأ من 35 إلى 85 ريالاً للعبوة الواحدة، بحسب نوع المنتج، «ليست مرتفعة، كون المنتجات تعتمد كلياً على المكسرات، وهي غالباً ما تكون غالية في الأسواق، إضافة إلى الأواني الزجاجية المحضرة فيها، وطحنها بالآلة، وتجهيزها للزبون بإشراف صحي ونظافة عالية وبجودة ترضي الأذواق كافة. تغريد التويجري التي لم يتجاوز عمر مشروعها عاماً ونصف العام استطاعت أن تقدم للسوق أصنافاً عدة من زبدة المكسرات وهي: زبدة الفول السوداني باللوز وبالشوكولاتة، وزبدة البندق سادة أو بالشوكولاتة «نوتيلا»، وزبدة الفستق الحلبي، وزبدة الجوز والكاجو، وزبدة مكسرات مشكلة، ومن منتجاتها أيضاً السمسم ومشتقاته، ومنها طحينة السمسم الكامل، وزيت السمسم المعصور على البارد، ومكعبات السمسم بالفستق الحلبي، إذ إن السمسم غني بل هو منجم فوائد عظيمة، كذلك توفر معجون زيتون إيطالي بالروزماري والريحان، إضافة إلى «الجرانيلا» وهي عبارة عن شوفان بالعسل ممزوجة بمكسرات مشكلة مناسبة لتكون وجبة إفطار مشبعة وغنية بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن.