ارتفعت أسعار النفط أمس، بدعم من تراجع مخزون الخام الأميركي ومخاوف من أن تؤدي التوترات في الشرق الأوسط إلى تعطل الإمدادات. وصعد خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة إلى 58.16 دولار للبرميل بزيادة 0.5 في المئة عن آخر تسوية وأعلى بنحو الثلث عن مستويات منتصف السنة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3 في المئة إلى 52.03 دولار للبرميل، مرتفعاً نحو الربع عن مستويات منتصف حزيران (يونيو). وكانت أحجام التداول محدودة في التعاملات الآسيوية بسبب عطلة عامة في سنغافورة وماليزيا وأنحاء من الهند. ولفت «معهد البترول الأميركي» أول من أمس، إلى أن مخزون الخام انخفض 7.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 13 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 461.4 مليون برميل. إلى ذلك، أشار موقع «مبادرة البيانات المشتركة» (جودي) إلى أن «صادرات الخام السعودية ارتفعت إلى 6.708 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس) من 6.693 مليون برميل يومياً في تموز (يوليو)». ولفتت بيانات الصادرات الشهرية التي تقدمها الرياض وأعضاء «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) إلى «جودي» التي تنشرها على موقعها الإلكتروني، إلى أن «استهلاك المصافي السعودية من الخام تراجع 0.067 مليون برميل يومياً إلى 2.62 مليون برميل يومياً في آب، كما ارتفع معدل الحرق المباشر للخام في السعودية بواقع 2000 برميل يومياً في آب إلى 659 ألف برميل يومياً». وأشارت البيانات إلى أن «إنتاج الخام السعودي انخفض 0.059 مليون برميل يومياً على أساس شهري إلى 9.951 مليون برميل يومياً في آب»، لافتة إلى أن «مخزون الخام في السعودية هبط 1.091 مليون برميل إلى 254.615 مليون برميل في آب». وارتفعت صادرات السعودية من المنتجات النفطية 0.007 مليون برميل يومياً إلى 1.448 مليون برميل في الشهر ذاته، في حين انخفض الطلب السعودي على المنتجات النفطية 0.135 مليون برميل يومياً إلى 2.667 مليون برميل في آب. إلى ذلك، أكدت مصادر في «أوبك» أن المنظمة تميل إلى تمديد اتفاق مع روسيا ومنتجين مستقلين آخرين على خفض إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر أخرى، على رغم أن نمو الطلب بمعدل أقوى من التوقعات قد يسمح للمنظمة بتأجيل القرار حتى أوائل العام المقبل. وبعد تقدم بطيء في البداية، تزداد ثقة «أوبك» في نجاح الخفض. ويذكر أن أسعار النفط اقتربت من أعلى مستوياتها في سنتين بدعم من انخفاض المخزون وقوة الطلب العالمي وتباطؤ إنتاج النفط الصخري الأميركي، وزيادة التزام المنتجين بتعهدات خفض الإنتاج في المجمل. في السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» باتريك بويان، إن من المرجح أن تمدد «أوبك» وكبار منتجي النفط خارجها اتفاق خفض الإنتاج في وقت تتفق روسيا والسعودية على ضرورة دعم السوق. ولفت إلى أن مجموعة الطاقة الفرنسية تجري محادثات مع «أرامكو السعودية» لتوسيع مشروعهما التكريري المشترك، لترتفع طاقته الإنتاجية أكثر من عشرة في المئة، مضيفاً أن «من الممكن رفع الطاقة الإنتاجية لمشروع شركة أرامكو السعودية - توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) في الجبيل إلى 440 ألف برميل يومياً من خلال تعزيز الكفاءة». وأضاف أن قطاع النفط الصخري الأميركي سيشهد موجة جديدة من الاستثمارات في وقت يراهن المنتجون بقوة على عدم انخفاض أسعار النفط. وقال بويان أثناء مؤتمر للنفط والمال في لندن إنه يتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بقوة مجدداً في العام الحالي بما يصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً. وأضاف: «زملاؤنا الأميركيون يتحوطون بقوة عند 56 دولاراً للبرميل لذلك سنرى موجة استثمارات أخرى في النفط الصخري الأميركي، لا شك في ذلك». إلى ذلك، قال رئيس «غازبروم نفط» ألكسندر ديوكوف، إن الشركة الروسية ستعمل مع «أرامكو السعودية» في مجال إنتاج النفط الصعب الاستخراج وفي التكنولوجيا التي تعرف باسم «التكسير الهيدروليكي». وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقعت الشركتان اتفاقاً بشأن التعاون التكنولوجي خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرسمية لروسيا. وأضاف ديوكوف أن «الشركتين حددتا ستة مجالات للتعاون، ومنها تحديد مواقع المعدات، بهدف تعزيز إنتاج النفط والتنقيب عنه. يجب أن نتوصل لصيغة تعاون (...) وتمويل للعمل». وقال ديوكوف للصحافيين، إن «غازبروم نفط تتوقع ارتفاع اقتراضها إلى ما بين 200 بليون و210 بليون روبل (3.5-3.7 بليون دولار) العام المقبل، من دون إضافة أموال جديدة لمشروع «ميسوياخا». في الشأن العراقي، أكد مصدر ملاحي أن تدفقات النفط الخام عبر خط أنابيب كردستان العراق إلى ميناء جيهان التركي هبطت كثيراً إلى نحو 225 ألف برميل يومياً، من دون أن يذكر السبب. وأضاف أن تدفقات النفط الخام عادة ما تقارب 600 ألف برميل يومياً، وبلغ معدلها نحو 500 ألف برميل يومياً أول من أمس. إلى ذلك، دعا وزير النفط العراقي جبار اللعيبي شركة «بريتيش بتروليوم» البريطانية العملاقة لدعم بلاده من أجل تطوير حقول نفط كركوك التي استعادتها القوات الحكومية من البيشمركة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية بوب دادلي، إن شركته «لم تتلق حتى الآن دعوة من العراق للعمل في حقول نفط كركوك، وإنها «لن تدرس العمل في تلك الحقول إلا إذا عاد الاستقرار إلى المنطقة». وأضاف أن «سعر النفط قرب 50 دولاراً للبرميل في مكانه الصحيح، لافتاً إلى أن «الأخطار الجيوسياسية تلعب دوراً من جديد»، مشيراً إلى أن «أوبك والمنتجين المستقلين ينجحون على ما يبدو في تقليص مخزون النفط العالمي».