كيتاكامي، طوكيو - أ ف ب، رويترز - نقلت وكالة أنباء «كيودو» عن الشرطة اليابانية إعلانها امس، أن الحصيلة الرسمية للقتلى من جراء الزلزال المدمر وأمواج المد (تسونامي) التي أصابت البلاد في وقت سابق من هذا الشهر تجاوزت التسعة آلاف قتيل و13 ألف مفقود. واستؤنفت الأعمال امس، في محطة فوكوشيما النووية لمحاولة إعادة تشغيل أنظمة التبريد للمفاعلات في وقت قد تكون المنتجات البحرية من هذه المنطقة تضررت بدورها بفعل آثار الإشعاع النووي. وأعلنت شركة «طوكيو الكتريك باور» (تيبكو) أن موظفيها عادوا إلى الموقع بعد أن تم إخلاؤه منذ ظهور دخان انبعث من المفاعلين 2 و3 وأثار قلقاً كبيراً. وأصيبت محطة فوكوشيما داييشي (رقم 1) الواقعة على بعد 250 كلم شمال شرقي طوكيو بأضرار جسيمة بفعل الزلزال الضخم الذي بلغت قوته 9 درجات وأعقبته موجة تسونامي بارتفاع 14 متراً. وكانت شركة «تيبكو» قدرت ارتفاع التسونامي بعشرة أمتار. إلا أن «تيبكو» أشارت إلى أن أعمال تبريد المفاعلات بواسطة خراطيم المياه لم تستأنف حتى ظهر امس. ونجح التقنيون في إعادة التغذية بالتيار الكهربائي إلى المحطة إلا انهم لم يعيدوا بعد المعدات إلى الخدمة وخصوصاً أنظمة التبريد الضرورية لمنع حصول انصهار للوقود النووي. وأشارت وسائل الإعلام إلى تسرب كميات جديدة من البخار امس، إلا أن «تيبكو» أوضحت أنها لن تؤثر على الأعمال الجارية حالياً. ويحاول العمال في الموقع الحد قدر الإمكان من وقت تعرضهم للإشعاعات بعد أن تعرضوا لنسب مرتفعة جداً منها. والمفاعل 3 الذي أصيب بأكبر قدر من الأضرار هو اكثر المفاعلات الستة إثارة للقلق لدى السلطات. ويحتوي مما يحتويه على مادة «ام او اكس» وهو مزيج من أكسيد البلوتونيوم واليورانيوم الذي ينتج من إعادة التدوير والذي تعتبر انبعاثاته اكثر ضرراً من الوقود المكون من اليورانيوم. وفي وقت تستمر الأعمال في موقع المحطة، يكبر القلق بين السكان في مواجهة خطر انتقال العدوى إلى المنتجات الغذائية على رغم التصريحات المطمئنة من جانب الحكومة. وتكرر الهيئات العامة المختلفة أن مستوى النشاط الإشعاعي الذي تم تخزينه في مياه الأمطار ومياه الصنابير أو في بعض الأغذية حول المفاعلات المتضررة بفعل الكارثة لا يمثل تهديداً على الصحة. غير أن الحكومة اتخذت قراراً بمنع السبانخ والكاكينا وهي نبتة يابانية ذات أوراق خضراء تزرع في اربع محافظات قريبة من المحطة النووية (ايباراكي، توشيغي، غونما وفوكوشيما)، وكذلك الحليب المنتج في فوكوشيما. ويمتد النشاط الإشعاعي أيضاً إلى مياه البحر مع إمكان أن يحمل انتقال العدوى للأسماك والأصفاد في المنطقة آثاراً خطيرة في بلد تشكل الأسماك وثمار البحر أساساً في تغذيته. وأعلنت شركة «تيبكو» رصد مستويات مرتفعة بشكل غير طبيعي من المواد المشعة في مياه البحر قرب محطة فوكوشيما. وسجل مستوى اليود 131 والكيزيوم 134 معدلات أعلى ب126,7 مرة و24,8 مرة على التوالي من المعدل الذي حددته الحكومة بحسب الشركة. وأشار مسؤول في قطاع الصيد في مقاطعة فوكوشيما إلى أن أنشطة الصيد لم تستأنف بعد في المنطقة لأن السفن والمرافئ دمرها التسونامي. وقال شونجي سوزوكي: «الصيادون لن يستأنفوا العمل إلا عندما نكون قد تحققنا من مستوى الإشعاعات في منتجات البحر». وبحسب وكالة «جيجي» اليابانية للأنباء، فإن وزارة العلوم أعلنت أنها ستقوم اعتباراً من اليوم، باختبارات في البحر في ثمانية مواضع مختلفة وعلى بعد 30 كلم من سواحل فوكوشيما. وتقدم نائب رئيس تيبكو نوريو تسوزومي أمام الصحافيين باعتذار للسكان الذين اضطروا إلى إخلاء المناطق المحيطة بمحطة فوكوشيما بسبب الإشعاعات. وقال: «اعتذر بصدق، شركتنا تسببت بالقلق والإزعاج للسكان في محيط المحطات وفي مقاطعة فوكوشيما وفي البلاد برمتها». والتقى تسوزومي للمرة الأولى بعضاً من السكان ال 200 ألف الذين تم إجلاؤهم ضمن نطاق 20 كلم حول محطة فوكوشيما 1 النووية و10 كلم حول فوكوشيما 2. وتوجه إلى مركز للاجئين حيث انحنى مراراً احتراماً للضحايا. وفي المناطق المدمرة على الساحل الشمالي الشرقي، واصل عمال الإنقاذ انتشال الجثث إلا أن الأمل في العثور على ناجين بات شبه معدوم. واقتربت حصيلة الضحايا من 22 ألف قتيل ومفقود من بينهم 9079 وفاة مؤكدة. وعلى رغم المخاوف التي لا تزال تسود حيال محطة فوكوشيما، سجل مؤشر «نيكاي» في بورصة طوكيو ارتفاعاً كبيراً بنسبة 2,94 في المئة في منتصف الجلسة بعد ركود استمر ثلاثة أيام. وبقي الشعب الياباني في حال تأهب وخصوصاً سكان طوكيو البالغ عددهم 35 مليون نسمة والذين ابدوا خشيتهم من أن تنشر الرياح الشمالية التي تهب على المحطة مواد مضرة. وأعلن فندق «شانغري -لا» في قلب العاصمة اليابانية انه علق في الوقت الحاضر استقبال نزلاء جدد.