أوضح الدكتور علي عتيق المالكي أن عدداً من الرحالة «اعترفوا في كتابتهم بالجاسوسية، وبعضهم لا نعلم حقيقتهم»، مشيراً إلى أن شخصية الرحالة علي العباسي «ستظل لغزاً محيراً تنازعه الكتابة»، مطالباً بأن نعيد كتابة تاريخنا بأيدينا. جاء ذلك في أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني، التي استأنفت نشاطها الثقافي أخيراً في موسمها السابع على التوالي، بمحاضرة الدكتور المالكي وعنوانها «الرحالة علي باي العباسي بين الكتاب والكتاب»، وأدارها الدكتور أحمد الهلالي. وبعد تقديم عريف المناسبة للمحاضرة والمحاضر، ألقى صاحب الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني كلمته الترحيبية بضيوف الأسبوعية وبالمحاضر ومدير الجلسة، واصفاً إياهما بأنهما من القامات التي تنمو ولم تقف وأنهما بزّا أساتذتهما بجدهما واجتهادهما. وتناول المحاضر في عرض سلس أدب الرحلة، والتعريف بهذه الشخصية، وكيف تعرف عليها لتكون عنواناً لرسالته في مرحلة الدكتوراه، والسياق التاريخي الذي تمت فيه أي قبل (200) عام، وما تناوله مجموعة من الكتاب عن هذه الشخصية الغامضة، وكتابه الذي ترجم إلى لغات عدة، وأهداف الرحلة السياسية والعلمية، وحجم المعرفة التي يمتلكها، وما جاء على ذكره عن منطقة الحجاز ودخوله مكة وأدائه مناسك الحج، واطلاعه على الكثير من التنظيمات الاجتماعية في الحجاز، ورصده بدقة الكثير من الملاحظات والمشاهد. وفي المداخلات، أكد الناقد حسين بافقيه أهمية هذه الرحلة الاستشراقية، التي جاءت في حقبة مهمة لبدء العلاقات السياسية بين الغرب والحجاز، مطالباً المحاضر ومن موقع عمله الجديد في اليونيسكو بالعمل على ترجمة الوثائق الفرنسية المتعلقة بالحج. كما ألقى عدد من الحضور مداخلات مهمة ومنهم: الدكتور يوسف العارف والدكتور سعود الخديدي والدكتورعلي الغامدي والسفير سعيد الغامدي وعجلان الشهري وعبدالله الناصر وعلي سابق وعبدالله العلويط وعبدالمؤمن القين ومحمد أبونواس وغيرهم. وعقب المداخلات والأسئلة أجاب المحاضر عنها بإيجاز، وتوقف عند بعضها لما لها من أهمية. وفي ختام المحاضرة كُرِّم المحاضر وعريف الأمسية.