فيما غزت مشاعر البهجة طرقات مدن السعودية الكبرى حتى الساعات الأولى من صباح أمس، انشغل السعوديون في منتدياتهم الإلكترونية ومجالسهم وصفحاتهم الشخصية بالقرارات الملكية التي أعلنت الجمعة، وراحوا يتداولونها بالترحيب والنقاشولئن كانت القرارات جميعها حاضرة في الحوار الميداني بين السعوديين، فإن أكثرها حضوراً هو قرار «راتب الشهرين» الذي أبهج كل أسرة، وغدت معه مخططات الأسر تتوسع، خصوصاً أن صرفه بعد 20 يوماً كما أُعلن يتزامن مع إجازة نصف الفصل الحالي. ومع تزايد مؤسسات القطاع الخاص التي مشت على خطى توجيهات الملك في إقرار زيادة راتب شهرين لمنسوبيها، توسعت دائرة السرور بين السعوديين والمقيمين، وتوقع كثيرون أن يتردد صدى تلك الفرحة في عواصم عربية وخليجية وأوروبية في الإجازة المقبلة، عندما ينعش السعوديون بفضل الزيادة الجديدة سوق تلك العواصم السياحية. إلى جانب ذلك، يبدو أن إحساس وشعور المواطن السعودي وصل إلى أعماق قلبه أثناء سماعه للجملة الأخيرة التي قالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء إلقاء خطابه الجمعة الماضية عندما قال: «لا تنسوني من دعائكم»، اذ يقول عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور فهد سعود العصيمي ل«الحياة»: «والله لقد أغرقت دموعي وسط عيني مع عائلتي أثناء سماعنا لجملة خادم الحرمين الشريفين في خطابه لا تنسوني من دعائكم». وأضاف العصيمي أننا «ندعو للملك ليلاً ونهاراً بأن يسدده الله ويؤيده، ونحن حقيقة لا نستطيع التعبير، فهذه الجملة وهذه الكلمات القصيرة ذات المعاني الكبيرة جعلتني لا أستطيع أن أنطق بكلمة». وأكد العصيمي أن سحائب الخير هطلت على الجميع يوم الجمعة، فنحمد الله كثيراً على هذه الأوامر الملكية التي صدرت لجميع أفراد الشعب السعودي مجتمعاً، وهذا يدل على أن لدينا حكاماً أوفياء يحبون مواطنيهم، فهذا الملك همه إسعاد شعبه بل وكل الشعوب العربية والإسلامية. وأكد أن توقعات الكثير من المواطنين حيال تلك الأوامر الملكية قبل صدروها ذهبت أدراج الرياح، سواء أولئك المتفائلين أو المتشائمين، مشيراً إلى أن بشائر أبو متعب فاقت كل التوقعات. من جانبه، أيضاً قال المدير العام لصحة البيئة في أمانة مدينة الرياض المهندس سليمان البطحي ل«الحياة» ذكر الملك في خطابه لكلمة «لا تنسوني من دعائكم» يجعلنا نرد عليها كما قال سلفنا رحمهم الله لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان. ويضيف البطحي نسأل الله عزوجل أن يمد في عمر والدنا ومليكنا على طاعته، ويهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على تنفيذ آماله وتطلعاته وتطلعات شعبه، وأن يجعلنا ممن يعينونه على رفعة هذا الوطن جميعاً، سواء في الإدارة العامة لصحة البيئة أو أي قطاعات أخرى.