أعلنت السلطات المغربية أمس، تفكيك «خلية إرهابية» مرتبطة بتنظيم «داعش» في عملية أمنية أدت إلى اعتقال 11 شخصاً، وذلك غداة إلقاء الملك محمد السادس خطاباً في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان شدد فيه على عدم تهاون مع «التلاعب بمصالح المواطنين». وأفاد بيان وزراة الداخلية بأن أعضاء الخلية الذين «ينشطون» في مدن فاس ومكناس وخريبكة والدار البيضاء وزاوية الشيخ وسيدي بنور ودمنات وسيدي حرازم، كانوا يخططون «لتنفيذ عمليات إرهابية بالغة الخطورة كانت ستستهدف مواقع حساسة، وذلك بإيعاز من منسقين في أحد فروع «داعش». وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها وسائل إعلام مغربية أمس، فريقاً من المكتب المركزي للأبحاث القضائية يحاصر مبنى في أحد أحياء فاس (شمال). وقام عناصر مدججون بالسلاح من الجهاز النخبوي التابع للشرطة المغربية باعتقال «العقل المدبر لهذه الشبكة الإرهابية وأحد شركائه». وذكر بيان أصدرته وزارة الداخلية أنه تم خلال العملية ضبط أسلحة وذخيرة وعبوات غاز وقنابل مسيلة للدموع ومواد كيماوية قد تُستخدم في صناعة متفجرات، إضافة إلى سترتين لإعداد أحزمة ناسفة وغيرها. وكان العاهل المغربي أكد في خطابه أمام البرلمان مساء أول من أمس، أنه لن يكون هناك أي تهاون مع «التلاعب بمصالح المواطنين»، وذلك بعد أيام من رفع المجلس الأعلى للحسابات تقريراً له عن تأخر إنجاز مشروع كان مقرراً لتنمية إقليم الحسيمة الذي يشهد حراكاً شعبياً مطالباً بالتنمية ومحاربة الفقر والبطالة. وقال الملك أمام البرلمان: «لم نتردد يوماً في محاسبة كل مَن ثبت بحقه أي تقصير في القيام بمسؤوليته المهنية أو الوطنية، لكن الوضع اليوم أصبح يفرض مزيد من الصرامة للقطع مع التهاون والتلاعب بمصالح المواطنين». وأضاف أن الهدف ليس «النقد من أجل النقد، ثم نترك الأمور على حالها. وإنما نريد معالجة الأوضاع وتصحيح الأخطاء وتقويم الاختلالات». واعتبر محمد السادس أن النموذج التنموي المغربي بات «غير قادر على الاستجابة لمطالب الشعب»، داعياً الحكومة إلى «إعادة النظر فيه». وقال إن «المغاربة اليوم، يريدون لأبنائهم تعليماً جيداً، كما يتطلعون لتعميم التغطية الصحية ويحتاجون أيضاً إلى قضاء منصف وفعال، وإلى إدارة ناجعة». إلا أن «النموذج التنموي الوطني أصبح اليوم غير قادر على الاستجابة للمطالب الملحة والحاجيات المتزايدة للمواطنين، وغير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات، وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية». ودعا الملك «الحكومة والبرلمان، والمؤسسات والهيئات المعنية، كل في مجال اختصاصه، إلى إعادة النظر في نموذجنا التنموي لمواكبة التطورات التي تشهدها البلاد». وقال: «ما فتئنا ندعو لتسريع التطبيق الكامل للجهوية المتقدمة، لما تحمله من حلول وإجابات للمطالب الاجتماعية والتنموية، بمختلف جهات المملكة». وأكد العاهل المغربي أن «التقدم الذي يعرفه المغرب لا يشمل مع الأسف كل المواطنين وبخاصة شبابنا، الذي يمثل أكثر من ثلث السكان»، داعياً إلى بلورة «سياسة جديدة لدمج الشباب». وأعلن الملك في خطابه «إنشاء وزارة منتدبة بوزارة الخارجية مكلفة بالشؤون الأفريقية». على صعيد آخر، يقوم مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى الصحراء الغربية، الرئيس الألماني السابق هورست كولر المكلف إعادة إطلاق المحادثات بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) بجولته الأولى في المنطقة الأسبوع المقبل، وفق ما أفادت مصادر من المنظمة الدولية. ويصل كولر (74 سنة) إلى المغرب اليوم، كما يزور موريتانيا والجزائر خلال الأسبوع المقبل. إلى ذلك، أعلنت الشرطة المغربية مساء أول من أمس، أنها أوقفت مواطناً أميركياً (79 سنة) في طنجة مطلوباً من الانتربول في «قضية استغلال جنسي لقاصرين».