أ ف ب يترقب العراقيون اليوم (السبت)، ما ستؤول اليه المواجهة بين القوات العراقية والاكراد في محافظة كركوك بعد الانذار الذي وجهته بغداد لاقليم كردستان باخلاء آبار النفط فيها، في وقت دخلت واشنطن على الخط للتهدئة. واستعادت القوات العراقية أمس من دون معارك عدة مواقع استولت عليها قوات البيشمركة الكردية خلال الفترة التي احدثها المتشددون في حزيران (يونيو) 2014 في البلاد. وتقدمت ارتال من الدبابات والقوات الحكومية إضافة إلى قوات «الحشد الشعبي» إلى هذه المناطق الواقعة جنوبكركوك واستعادت مواقع عدة، فيما انسحبت قوات البيشمركة من دون قتال. ويؤكد رئيس الوزراء العراقي انه لا يريد اشعال حرب ضد الاكراد، بينما تؤكد اربيل ان «التصعيد لن ياتي من جانبها» وفي الوقت ذاته حشد الجانبان الاف المقاتلين في أطراف مدينة كركوك المتنازع عليها. وبدأت التوترات في كركوك منذ إصرار الأكراد على إجراء استفتاء الاستقلال فيها على رغم معارضة بغداد، وبقي محافظها في منصبه على رغم قرار البرلمان من اقالته. ومن أجل تفادي صدامات مسلحة، أمهلت القوات العراقية قوات البيشمركة 48 ساعة للانسحاب من المواقع التي استولت عليها في العام 2014 وتسليمها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء اليوم، حسبما أكد مسؤول كردي. بدوره، قال الناطق باسم قوات «الحشد الشعبي» أحمد الاسدي ان «ما يحدث في جنوبكركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة». وأضاف: «هذه القوة مكلفة إعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 حزيران (يونيو) 2014». وتابع: «لذلك لن تكون هناك أي فوضى ولا انجرار لصراعات أو اشتباكات جانبية (....) فلا داعي للقلق حيال ذلك سيتم اعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق ومن يخالف القانون سيحاسب وفقا للقانون». واستغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وحولت مسار الانابيب النفطية إلى داخل إقليم كردستان وباشرت بالتصدير من دون موافقة بغداد. وسيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة. وقال المسؤول الكردي رافضا الكشف عن اسمه: «ان المهلة ستنتهي منتصف ليلة السبت – الأحد، وتقضي بانسحاب قوات البيشمركة إلى مواقعها قبل السادس من حزيران (يونيو) 2014 وتسليم القواعد العسكرية والامنية والمؤسسات النفطية إلى الحكومة الاتحادية». ومع اقتراب نهاية المهلة، دخلت الولاياتالمتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبيشمركة على خط الأزمة محاولة تهدئة التوتر. وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس ان بلاده تحاول «نزع فتيل التوتر وإمكان المضي قدماً من دون ان تزيح عيننا عن العدو» في إشارة الى قتال تنظيم «داعش» الذي يجري بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن. والتوترات بين حكومة بغداد والأكراد «قديمة» وتقع ضمن أولويات وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يدير الجهود لتخفيف حدتها. وقال الوزير الاميركي ان القوات الاميركية «تحاول ايضا ضمان استبعاد اي نزاع محتمل». مع ان حشد القوات جنوبكركوك لم يؤدي الى صدامات حتى الان، الا ان حوادث امنية اندلعت في مناطق اخرى من البلاد. ففي طوز خرماتو التي تبعد 70 كليومترا عن مدينة كركوك اندلعت اشتباكات بين عناصر من «الحشد الشعبي» والبيشمركة. وقال قائم مقام البلدة شلال عبدول ان «الاشتباكات اسفرت عن إصابة عنصرين من البيشمركة وثلاثة من قوات الحشد الشعبي». وفي مدينة الحلة جنوببغداد ، فجر مسلحون مجهولون مقر شركة «كورك» الكردية للهواتف النقالة ما أسفر عن أضرار مادية، فيما خطف ثلاثة من العاملين فيها لفترة وجيزة. وكان قائد قوات البيشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى أكد ان قوات البيشمركة انسحبت من بعض المناطق التي دخلتها في العام 2014 مشيراً إلى آن «اتصالات جارية مع رئيس الوزراء لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة». وأمس وصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى كردستان لاجراء محادثات مع مسؤولين اكراد، بحسب مصادر في الاقليم. وأعلنت سلطات الاقليم بشكل متكرر خلال الايام الماضية ان قوات الحكومة المركزية تستعد للاستيلاء بالقوة على حقول النفط في محافظة كركوك. وتزود حقول النفط الثلاثة الواقعة في محافظة كركوك، الاقليم ب 250 ألف برميل يومياً من أصل 600 ألف برميل هي مجموع ما يصدره الاقليم يومياً. وتأتي العملية العسكرية بعد تصاعد التوتر وبشكل سريع بين حكومة بغداد وإقليم كردستان إثر تنظيم الاقليم استفتاء حول استقلاله في 25 ايلول (سبتمبر) الماضي.