تحت مسمى «روائع بلاد الرافدين»، تفتتح هيئة التطوير والاستثمار السياحي معرضها الأول في العاصمة الإماراتية أبوظبي ويهدف إلى تسليط الضوء على الرؤية السردية ل «متحف زايد الوطني». وينطلق المعرض، الذي يعد الأول ضمن سلسلة تضم ثلاثة معارض، في 29 آذار (مارس) الجاري، ويستمر حتى 27 حزيران (يونيو) المقبل. ويضم المعرض الذي يفتتح برعاية ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان أكثر من 200 قطعة أثرية من كنوز حضارة بلاد الرافدين التاريخية. ويأتي لتأكيد الأهمية الحضارية للمنطقة، ويقدمها على أنها ملتقى لطرق العالم، إذ ازدهرت حركة الأدب والفنون، وقامت أول عملية تواصل وحركة تجارية بينها وبين الحضارات التي كانت تبعد عنها مسافات طويلة. وتغطي القطع المعروضة حضارة بلاد الرافدين منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وخصوصاً الحضارات السومرية، والآشورية والبابلية. وتتنوع المعروضات بين أقسام ثلاثة، بما في ذلك قسم يختص بالحضارة السومرية والتطور المبكر لمنطقة الرافدين ونمو مجتمعاتها واتصالها ببقية أنحاء العالم المعروف في الألفية الثالثة قبل الميلاد. كما يستعرض العلاقات التجارية الوثيقة بين الحضارة السومرية ومنطقة الخليج من خلال عرض مجموعة من اللقى الأثرية التي تعود إلى حضارتي «أم النار» و «حفيت» في أبو ظبي واللتين عاصرتا حضارة السومريين؛ وتعكس هذه المعروضات مستوى تطور الحرفيين ومهارتهم، وأهمية تجارة المواد الخام في المنطقة خلال تلك الحقبة. يذكر أن معرض «روائع بلاد الرافدين» بمكوناته المتنوعة سيكون بمثابة مرآة تعكس واقع التطور الحضاري للمنطقة وعلاقاتها الوثيقة بمنطقة الخليج. وعلى غرار كل المعارض التي تقيمها شركة «التطوير والاستثمار السياحي»، سيرافق المعرض برنامج تعليمي عام يناسب كل الفئات العمرية.