استهل وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل في موريتانيا جولة تشمل أيضاً 3 دول أخرى في الساحل الأفريقي جنوب الصحراء هي تشادومالي والنيجر. والدول الأربع تعاني من الإرهاب والتهريب بسبب استمرار الوضع السائد في ليبيا. ويسلم مساهل رسائل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى رؤساء الدول تتناول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة وسط تهديدات المجموعات الإرهابية الناشطة فيها، إضافة إلى قضايا مشتركة مع هذه الدول. وأبلغ المحلل الأمني أحمد ميزاب «الحياة» أن «مساهل يريد تفعيل مقاربة الجزائر لملف محاربة الإرهاب، والتي تشمل شقين أمني وتنموي، وسبق أن تبنتها ماليوتشاد، وكذلك إعادة إحياء رابطة تجمع دول الساحل الذي قادتها بلاده قبل نحو سبع سنوات، والتي أصيبت بجمود منذ اندلاع العنف في شمال مالي، وتغيير السلطات في هذا البلد. وبعد لقائه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، صرح مساهل أنه بحث موضوع فتح معبر حدودي بين الجزائروموريتانيا يربط بين مدينتي تيندوف وازويرات، متوقعاً أن ينعكس ذلك إيجاباً على تعزيز العلاقات بين سكان المناطق الحدودية ويعزز التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأشار أيضاً إلى أن المناقشات تناول الوضع في المنطقة، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب والمخدرات أو الجريمة المنظمة أو الهجرة السرية، و «هي قضايا تحتاج إلى تنسيق أكبر بين دول المنطقة من أجل تعزيز أمنها». وتأمل الجزائر في حال نيلها موافقة شركاء دول الجوار بأن تباشر نشر قوات دعم إضافية عبر الحدود مع مالي والنيجر والتي يتجاوز طولها 1400 كيلومتر، في وقت كشفت مصادر أمنية تكثيف الجيش عمليات وقف حركة الهجرة غير الشرعية للأفارقة عبر المعابر الحدودية مع هاتين الدولتين. وكان الجيش الجزائري دعا دول الساحل الأفريقي إلى التكفل بنفسها بالمسائل الأمنية البارزة، في حين يقول إن وحداته المنتشرة على الحدود الشرقيةوالجنوبية حققت نتائج مهمة في مجال مكافحة الإرهاب خلال الأشهر الستة الأخيرة من خلال القضاء على عدد كبير من الإرهابيين واسترجاع كمية ضخمة من الأسلحة والذخيرة، إضافة إلى ضبط كمية تقدر بمئة طن من المخدرات واسترجاع كمية تتجاوز مليون ليتر من الوقود كانت معدة للتهريب. وترافق ذلك مع توقيف 1500 مهرب واستعادة 150 قطعة سلاح حربي.