كشف القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي ترشح الجمعة رسمياً لخوض انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخطوط العريضة لبرنامج حملته الانتخابية. ولعلّ أبرزها اعتماد الشفافية ومنح الفرصة للجميع في المشاركة في صناعة القرارات، ورفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية، ورفع قيمة المساعدات المالية السنوية للاتحادات الوطنية. وأعلن إبن همام ترشحه في كوالالمبور (مقر الاتحاد الآسيوي). وسيواجه في الانتخابات المقررة في الأول من حزيران (يونيو) المقبل في زيوريخ الرئيس الحالي للفيفا السويسري جوزيف بلاتر، الا في حال تقدمت شخصية أخرى بترشحها قبل نهاية الشهر الجاري وهي المهلة القصوى للقيام بذلك. ويريد بن همام في حال نجاحه في إعتلاء سدة الرئاسة أن يكون الاتحاد الدولي أكثر شفافية في اتخاذ القرارات، وقال في هذا الصدد: "سأطالب بشفافية أكبر داخل الفيفا وإفساح المجال أمام مختلف الهيئات لإبداء رأيها بصراحة، خصوصاً الأندية لأننا لا نستطيع تجاهل حقوقها، يتعين علينا احترام الأندية وبدورها يتوجب عليها احترام الاتحادات الوطنية". وأضاف إبن همام: "سآخذ دائماً في الإعتبار المصالح المشتركة للجميع، وآراء صناع القرار، أي الاتحادات الوطنية، والأندية والبطولات المحلية إضافة إلى اللاعبين والمسؤولين، ومطالب الرأي العام لجعل الاتحاد الدولي واتحادات كرة القدم فوق الشبهات، والإتهامات بممارسات خاطئة". وزاد: "سأعمل على تعزيز أواصر الوحدة والتضامن بين مختلف الاتحادات الوطنية من خلال التوزيع العادل لأرباح كأس العالم بين مختلف هذه الاتحادات لتقوية الاحتياط لديها لكي يساعدها في الأوقات الصعبة. كما سأضع في الحسبان أيضاً الحاجات والمتطلبات الاقتصادية لبعض الاتحادات التي لا تلقى الاهتمام اللازم وتقديم الدعم التقني والمادي لها من أجل مساعدتها على تضييق الفارق عن الاتحادات المتطورة في عالم كرة القدم". وإقترح إبن همام رفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي وتغيير تسميته إلى هيئة الفيفا مشيراً في هذا الصدد "سأقترح منح القارة الأوروبية أربعة مقاعد إضافية، ومثلها لكل من أفريقيا وآسيا، وثلاثة مقاعد للكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، وواحد لكل من أميركا الجنوبية (كونميبول) وأوقيانيا". وبالتالي، "ستتألف هيئة الفيفا من 40 عضواً إضافة الى الرئيس، وبهذه الطريقة نتحاشى في شكل كبير التصويت المرجح للرئيس في حال التعادل". وكشف أنه سيطلق تسمية جديدة على اللجنة التنفيذية "لتصبح هيئة الفيفا على أن تتمتع بكل الواجبات والحقوق للجنة التنفيذية الحالية. سأنشئ مكتباً تنفيذياً على أن يكون رئيسه رئيس الفيفا، ورؤساء الاتحادات القارية أعضاء فيه". ويطرح إبن همام أيضاً "إنشاء لجنة الشفافية. يضم الفيفا حالياً لجنة سلوك تدرس القضايا بعد وقوعها. أما لجنة الشفافية فإنها ستعمل على أن تكون تصرفات الفيفا شفافة أمام الرأي العام قبل أن توضع حيز التنفيذ"، واعداً أيضاً في حال انتخابه برفع قيمة المساعدات المالية لمختلف الاتحادات الأعضاء من 250 ألف دولار سنوياً إلى 500 ألف دولار، ورفع قيمة المساهمة المالية لمشروع الهدف إلى مليون دولار لكل اتحاد وطني. وقال إبن همام في مؤتمر صحافي حاشد في مقر الاتحاد القاري "بعد دراسة عميقة، قررت التقدم بترشحي لرئاسة الاتحاد الدولي متسلحاً بمحبتي لكرة القدم التي خدمتها على مدى 40 عاماً". وزاد: "حصلت على دعم اللجنة التنفيذية في الاتحاد الآسيوي بالأمس (الخميس)، وأعتقد أن التغيير ضروري، لدي الرغبة والعزم لخدمة الفيفا"، مشيراً إلى أن "بلاتر قدم الكثير لكرة القدم العالمية على مدى أكثر من 30 عاماً أمضاها كأمين عام أولاً ثم رئيساً (...) لكن حان الوقت لرؤية وجوه جديدة في أعلى منصب كروي". وفي سؤال عما اذا كان يعتقد بأن آسيا بأكملها ستدعمه في الانتخابات المقبلة قال إبن همام: "بالطبع آمل أن تكون آسيا موحدة خلفي، لكني أحظى بصداقات كبيرة أيضاً في الاتحادات الأخرى وسأقوم بجولات مكوكية في الشهرين المقبلين على مختلف الاتحادات الوطنية لكي اقنعها بصوابية أفكاري". واعتبر أن نسبة حظوظه متساوية مع بلاتر بنسبة 50 في المئة لكل منهما. وكان إبن همام صرّح على موقعه الخاص قبل أيام في اشارة واضحة إلى نيته خوض الانتخابات المقبلة "المنافسة هي أفضل وسيلة كي تتحلى المؤسسات بالحيوية. المنافسة أمر جيد للمنظمات سواء على صعيد الرئاسة أو أي مناصب اخرى". وبات إبن همام أول شخصية من القارة الآسيوية يتصدى لرئاسة الفيفا، علماً أن ثمانية رؤساء تعاقبوا على سدة الرئاسة منذ أن تأسس الاتحاد الدولي عام 1904، بينهم سبعة أوروبيين وبرازيلي (جواو هافيلانج). ولمّح إبن همام مرات عدة أنه يعتزم خوض الانتخابات ضد بلاتر قبل أن يعلن قراره رسمياً الجمعة من مقر الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور. ويتمتع إبن همام بالاحترام داخل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي حيث يشغل منصبه فيها منذ عام 1996، ولعب دوراً كبيراً في حصول بلاده على شرف استضافة كأس العالم 2022، وهو رئيس مشروع الهدف "غول" المخصص لمساعدة البلدان النامية التي تحصل بموجبه على مساعدات مالية لبناء مقار لها أو ملاعب تدريبية وغيرها. وكان إبن همام أول شخصية عربية تتبوأ سدة رئاسة الاتحاد الآسيوي عام 2002 بعد أن بقيت في عهدة رؤساء ماليزيين تعاقبوا على المنصب منذ تأسيس الاتحاد القاري في منتصف خمسينات القرن الماضي. وشهدت الكرة الآسيوية نهضة كروية كبيرة منذ أن تسلّم إبن همام منصبه خصوصاً مع إطلاق مشروع "الرؤية الآسيوية" الذي وضع للارتقاء بمستوى الكرة في القارة، وتنظيم دوري أبطال آسيا للمحترفين بنسخته الجديدة بحسب معايير معينة وإلتزام بدفتر شروط، إضافة إلى دوره في ضمّ أستراليا إلى كنف الاتحاد الآسيوي.