شهدت العاصمة الروسية أول من أمس ندوة بعنوان «آفاق التعاون الثقافي والإنساني بين المملكة وروسيا»، ضمن برنامج فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي في روسيا، وتزامناً مع الزيارة الحالية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا. وشارك في الندوة، التي أدارتها من الجانب السعودي عضو مجلس الشورى الدكتورة هدى الحليسي، كل من عضو مجلس الشورى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان، وعضوة مجلس الشورى وأستاذة الاقتصاد بجامعة الملك سعود الدكتورة نورة اليوسف، ومديرة مركز السيدة خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال الدكتورة بسمة العمير. وأكد الدكتور صالح الخثلان أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية شهدت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، في ظل حرص قيادتي البلدين على تعزيزها والارتقاء بها إلى أعلى المستويات. وتطرق إلى الزيارات الأخيرة، التي تمت بين القيادتين في البلدين خلال العامين الماضيين، ومنها زيارة نائب الملك الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، روسيا الاتحادية، ولقاؤه الرئيس الروسي، مشيراً إلى أن تلك الزيارات أسهمت في إحداث نقلة في العلاقات بين البلدين. وأوضح أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «أسس لحقبة جديدة في العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا»، مؤكداً حرص البلدين ورغبتهما في تعزيز تلك العلاقات وتنميتها في مختلف المجالات. ولفت إلى أن البلدين «يدركان أهميتهما وثقلهما السياسي في المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن البلدين متفقان على استقرار الأوضاع في المنطقة واستقرار سوق النفط. وأعرب الدكتور الخثلان عن تفاؤله في تنمية ومستقبل العلاقات بين البلدين، وبخاصة بعد الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي أبرمت في تعزيز وتطوير هذه العلاقات. وأدار الندوة من الجانب الروسي الصحافي التلفزيوني أليكسي بويرونسكي، وشارك فيها كل من الكاتب والصحافي في صحيفة كوميسن شاميل أبدياتولين، والباحثة في شؤون الشرق الأوسط ماريا دبوفيكوفا، ومديرة متحف موسكو إلينا سايريكينا، والمتخصص في الشؤون الثقافية ديمتري باك. وتحدثت إيلينا سباريكيا عن المجال الثقافي بين البلدين وأهمية تعزيزه وتنميته. وتطرقت إلى متحف موسكو التاريخي، الذي يضم معروضات وتحفاً وتقنيات تبرز مكانة موسكو التاريخية، مشيرة إلى أنه يوجد في روسيا 450 متحفاً ومركزاً للعرض، و170 مسرحاً، و150 دار سينما، وتناولت السياحة في موسكو، مؤكدة ضرورة تنمية السياحة الثقافية بين البلدين، والعمل على تعزيزها وتطويرها. أما ماريا دبوفيكوفا فتحدثت عن المجال الإعلامي وضرورة التعاون بين وسائل الإعلام في روسيا والمملكة، وأهمية تعزيزه وتقويته لأخذ الأخبار من مصادرها الموثوقة، وتجنب الأخبار الكاذبة والمغلوطة عن البلدين. وأكدت أن البلدين يعملان من أجل إزالة العقبات والصعوبات التي تواجههما، مشيرة إلى المصالح التي تجمعهما في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية. وتحدث ديمتري باك عن الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تمت بين البلدين أمس، مؤكداً أنها ستفتح آفاقاً جديدة في العلاقات بينهما. وثمّن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، روسيا الاتحادية، معرباً عن شكره للمملكة العربية السعودية على دعوتها له للمشاركة في هذه الندوة. ثم ألقت الدكتورة نورة اليوسف كلمة تحدثت فيها عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية ورؤية المملكة 2030 وأهدافها. وأوضحت أن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى زيادة الصادرات والإيرادات غير النفطية، وتحسين وضع المملكة الاقتصادي في العالم، وتطوير مصادر الطاقة البديلة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وغيرها. وتطرقت إلى برنامج التحول الوطني 2020، الذي يهدف إلى تطوير العمل الحكومي وتأسيس البنية التحتية اللازمة لتحقيق رؤية المملكة 2030. وأكدت أن زيارة خادم الحرمين الشريفين ستدفع مجال التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ولا سيما التجارية، التي تعد من أهم الأهداف المشتركة بين البلدين. إلى ذلك، أكد رئيس صندوق الاستثمارات الروسية المباشرة كيريل ديمتريف، أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، روسيا، «تكللت بالنجاح الكبير». وقال ديمترف في لقاء الوفد الإعلامي السعودي بفندق « ريتز كارلتون» في موسكو: «إن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان إيجابياً، وناقش عدداً من القضايا والمسائل التي تهم المملكة وروسيا والمنطقة الإقليمية، ونرغب بأن نرى الاستقرار في الشرق الأوسط، وكذلك زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري بيننا، كما جرى الاتفاق على عدد من الاتفاقات المهمة، كالتعاون العسكري وعدد من القضايا الأخرى». وأعرب عن شكره لخادم الحرمين الشريفين ولنائبه الأمير محمد بن سلمان «لجهودهما في تحسين وتطوير العلاقات مع روسيا الاتحادية»، وقال: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى عام 2015 بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عندما زار روسيا، وناقش الجانبان خلالها مستوى التعاون بين البلدين، وحينها لم تكن هناك أي استثمارات سعودية - روسية، ما عدا القليل من الشركات، ولكن عدداً كبيراً من الاتفاقات بدأت تقريباً تتجاوز نقطة الصفر بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين لبحث استقرار أوضاع سوق النفط».