طوكيو، هونغ كونغ – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - في إشارة إلى خروج أزمة الحوادث الكبيرة عن السيطرة في محطة فوكوشيما دايتشي النووية شمال شرقي اليابان والتي نتجت من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الجمعة الماضي بقوة 9 درجات، أمرت شركة طوكيو للكهرباء (تيبكو) المشغلة للمفاعل أمس بانسحاب العمال لفترة قصيرة بسبب ارتفاع مستويات الإشعاع التي منعت أيضاً مروحية من الاقتراب من المفاعل الرابع لرش مياه بهدف تبريد الوقود النووي الذي يهدد بالدخول في مرحلة انصهار. ويشكل إرسال مروحيات الحل الوحيد لشركة كهرباء في ظل عدم قدرتها على استخدام الوسائل الاعتيادية للتبريد، واستحالة دخول المفاعلات المتضررة بسبب ارتفاع مستوى الإشعاع النووي. وقال مسؤول حكومي: «نعرف كيف نكافح حرائق الغابات عبر مروحيات، لكننا نستخدمها للمرة الأولى لإخماد حرائق محطة نووية، ولا نعلم ماذا ستكون النتيجة. لكن بما ان الأمر طارئ، قررنا المحاولة»، علماً أن حريقاً اندلع أمس في المفاعل الرابع بالمحطة، وجرى إخماده. ويحاول عمال شق طريق للسماح بوصول سيارات إطفاء إلى المفاعل الرقم 4، فيما أكدت الحكومة أن الإشعاعات النووية خارج الحظر المفروض بدائرة 20 كيلومتراً حول محطة فوكوشيما «لا تشكل خطراً فورياً على الصحة». وأعلنت أن الإشعاعات حول المحطة «في مستوى مستقر». وكشف مسؤولون يابانيون أنهم يناقشون مع الجيش الأميركي مساعدة محتملة لتجنب وقوع كارثة نووية في محطة فوكوشيما. وقال الناطق باسم الحكومة يوكيو إيدانو: «التعاون العسكري الأميركي يمكن أن يكون مفيداً، وقواته تدعمنا لوجيستياً في الأصل». وتشارك ثماني سفن عسكرية أميركية، بينها حاملة الطائرات «رونالد ريغان» وقطع تابعة لها في عمليات الإنقاذ. وتزود «رونالد ريغان» مروحيات الجيش وخفر السواحل اليابانية بوقود كي تستطيع مواصلة عمليات الإنقاذ. أما الطائرات التابعة للحاملة الأميركية، وعددها نحو 80 طائرة ومروحية، فتتولى عمليات الاستطلاع ونقل مياه وأغطية الى المنكوبين. وأمس، ساد الهدوء الحركة في العاصمة طوكيو التي وصلتها مستويات متدنية من الإشعاع أول من أمس، وسط متابعة دقيقة لأوضاع الأرصاد الجوية وحركة الرياح التي تؤثر في انبعاثات المواد المشعة من المحطة، والتي يراقبها أيضاً جيران اليابان في الصين وروسيا وصولاً الى كاليفورنيا وراء المحيط الهادئ. وتلقت شركات الطيران الخاصة سيلاً من طلبات رحلات الإجلاء من آلاف الأشخاص الذين يسعون جاهدين الى الهرب من الأزمة النووية المتفاقمة، ما رفع الأسعار أكثر من الربع. وسحبت شركات أجنبية موظفين من طوكيو ومحيطها إلى هونغ كونغ وتايوان وكوريا الجنوبية، وصولاً إلى أستراليا والولايات المتحدة، في وقت زاد المعاناة نقص وقود الطائرات وإغلاق مطارات. كما تواجه اليابان انقطاع الكهرباء ونقص المواد الأساسية. رسالة الإمبراطور وفي رسالة تاريخية وجّهها عبر التلفزيون الى الشعب للمرة الأولى في حال أزمة، أمل إمبراطور اليابان اكيهيتو بمنع تفاقم الوضع. وقال: «أصلّي لأجل سلامة أكبر عدد من الناس، وأن تتحسن حياتهم ولو قليلاً». وقال اكيهيتو (77 سنة) الذي يحظى باحترام عدد كبير من اليابانيين: «يزدد عدد القتلى يومياً، ولا نعلم عدد الضحايا». وزاد: «يرغم الناس على إجلاء منازلهم في ظل ظروف قاسية من البرد القارس مع انقطاع المياه والوقود. وبسبب حدة الأزمة النووية، تراجع الى الصف الثاني الاهتمام بالوضع الفائق الصعوبة الذي يعيشه حوالى 500 ألف منكوب لجأووا الى 2600 مدرسة او صالة بلدية. وفي جو من البرد القارس وأحياناً المثلج، يحاول 80 ألف جندي وشرطي ياباني يساندهم عدد كبير من المسعفين الأجانب تزويد المنكوبين بمياه شفة وأغذية وأغطية، كما يحاولون إعادة العمل في شكل طبيعي في البنى التحتية بأسرع وقت. وبلغت الحصيلة الرسمية للزلزال و «التسونامي» الذي أعقبه 3676 قتيلاً، لكنها مرشحة للارتفاع تدريجاً مع اكتشاف جثث تحت الأنقاض في المناطق التي لم يجرَ تفتيشها. وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه سيدعو الى اجتماع خاص لوزراء مجموعة الدول العشرين من اجل مناقشة الخيارات في قطاع الطاقة في أعقاب الأزمة النووية في اليابان. وقال ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين خلال اجتماع للحكومة: «بموجب إطار عمل مجموعة العشرين ستبادر فرنسا الى جمع وزراء الطاقة والاقتصاد في الأسابيع المقبلة من أجل مناقشة خيارات الطاقة الشاملة المتاحة لعالم الغد». وقائع وأرقام