دخلت القوات النظامية السورية بدعم جوي روسي أمس، غرب مدينة الميادين، أحد آخر معاقل «داعش» البارزة في سورية، والتي يعتبرها التنظيم «عاصمته الأمنية والعسكرية». ويأتي هذا التقدم في إطار هجوم يهدف إلى طرد «داعش» من كل محافظة دير الزور النفطية الحدودية مع العراق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية وصلت إلى الطرف الغربي من المدينة ودخلت منطقة تقع فيها قلعة قديمة ومنطقة لصوامع الغلال. وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس»، دخول الجيش الميادين، موضحاً أنه «يعمل على إنهاء وجود داعش فيها وصولاً إلى كامل الريف الشرقي»، بهدف «توجيه ضربة قاصمة لداعش تزامناً مع عمليات تأمين (مدينة) دير الزور» (للمزيد). وتزامن هذا التطور الميداني مع إلقاء وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الضوء على أجندة الجولة السابعة من مفاوضات آستانة بشأن الأزمة السورية والمنتظر عقدها أواخر الشهر الجاري. وفي هذه الأثناء شنت طائرات حربية سورية غارات على مناطق قريبة من العاصمة دمشق. وتسعى القوات النظامية بدعم روسي إلى توسيع مناطق سيطرتها داخل محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ العام 2014، في وقت تقود «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، هجوماً منفصلاً، لكن وتيرة تقدمها «أبطأ» من القوات السورية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن «قوات النظام تمكنت الجمعة من دخول الميادين، حيث سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي منها». وتقدمت القوات النظامية إلى غرب المدينة آتية من منطقة البادية، بعد غارات كثيفة شنتها الطائرات الروسية في الأيام الأخيرة، بحسب «المرصد». وتشكل الميادين، إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق، آخرَ أبرز معاقل التنظيم في محافظة دير الزور، التي ما زال يسيطر على أكثر من نصف مساحتها. ومع تقدمها إلى الميادين الواقعة في الريف الشرقي، يقول عبدالرحمن إن «قوات النظام وبإيعاز روسي مباشر تسعى للوصول إلى حقل العمر النفطي»، أحد أكبر حقول النفط السورية الذي وفر للتنظيم عائدات مالية ضخمة. لكن استهدافه مراراً من التحالف الدولي أوقف العمل فيه. ويوضح المصدر العسكري السوري أن «الجيش يهدف من خلال توجيه عملياته نحو الميادين إلى إنهاء وجود داعش في كل جغرافية المحافظة» التي يسيطر «داعش» حالياً على أكثر من نصف مساحتها. وإلى جانب الميادين والبوكمال، يحتفظ التنظيم بسيطرته على الأحياء الشرقية من المدينة وعلى بلدات ومدن عدة في الريفين الشرقي والجنوبي، إضافة إلى مناطق صحراوية واسعة. على الصعيد الميداني أيضاً، أفاد «المرصد السوري» بأن الطائرات الحربية السورية استهدفت مدينة دوما في غوطة دمشقالشرقية، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين. كما نفذت طائرات حربية غارات على بلدة عين ترما وأطرافها وحي جوبر الدمشقي. إلى ذلك، قال وزير خارجية كازاخستان أمس، إن أجندة الجولة السابعة من مفاوضات آستانة تشمل البحث في مدى فاعلية عمل مناطق تخفيف التوتر الأربع في سورية، وإزالة الألغام وقضية الأسرى والرهائن التي قال إن ممثلي المعارضة السورية المسلحة أعاروها اهتماماً خاصاً. ولم يحدد بعد موعد الجولة السابعة من المفاوضات، غير أن رئيس البعثة الروسية ألكسندر لافرينتييف، أعلن أن من المقرر عقدها في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.