دخلت القوات النظامية السورية أمس بدعم جوي روسي إلى غرب مدينة الميادين، أحد آخر أبرز معاقل تنظيم «داعش» في شرق سورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن «قوات النظام تمكنت من الدخول إلى الميادين حيث سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي من المدينة بعد تقدمها من جهة البادية، بدعم جوي روسي». ويأتي دخول قوات النظام إلى المدينة الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، غداة تمكنها من التقدم أول من امس إلى مسافة خمسة كيلومترات عنها بدعم كثيف من الطائرات الروسية. وأكد مصدر عسكري سوري ل «فرانس برس» دخول الجيش إلى الميادين، موضحاً أنه «يعمل على إنهاء وجود داعش فيها وصولاً إلى كامل الريف الشرقي»، موضحاً أن الهدف «توجيه ضربة قاصمة لداعش تزامناً مع عمليات تأمين (مدينة) دير الزور». وشدد على أن «السيطرة على الريف الشرقي لدير الزور تعد أولوية للجيش، خصوصاً أن التنظيم يتخذ من مدينة الميادين عاصمة أمنية وعسكرية له». وتشكل مدينة الميادين إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق آخر أبرز معاقل التنظيم في محافظة دير الزور، على رغم أنه ما زال يسيطر على أكثر من نصف مساحتها. وإلى جانب المدينتين، يحتفظ التنظيم بسيطرته على الأحياء الشرقية من مدينة دير الزور وبلدات ومدن عدة في الريفين الشرقي والجنوبي، إضافة إلى مناطق صحراوية واسعة. وبعد تمكنها بدعم روسي الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم على مدينة دير الزور، تعمل القوات النظامية السورية على طرده من الأحياء الشرقية في المدينة. وقتل 14 مدنياً سورياً ليل الخميس- الجمعة في غارة جوية روسية أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، «تسببت غارات روسية ليلاً بمقتل 14 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات على متن عبارات في قرية محكان» الواقعة جنوب مدينة الميادين. وبحسب المرصد، فإن «هؤلاء المدنيين هم من سكان القرية وكانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي المكثف الذي يطاول المنطقة». وكانت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني قالت في وقت سابق أمس، إن القوات النظامية السورية وحلفاءها واصلوا تقدمهم نحو مدينة الميادين وباتوا على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من المدينة. وأضاف أن القوات المتقدمة سيطرت على مواقع ومرتفعات موازية للطريق الرئيسي الذي يربط بين دير الزور والميادين الواقعة على نهر الفرات في شرق سورية. وأفادت وكالة «سانا» الرسمية بأن وحدات من القوات النظامية تابعت عملياتها لاجتثاث عناصر «داعش» المتبقين في الجيب المحاصر بين ريفي حمص وحماة واستعادت خلالها السيطرة على 5 قرى في ريف حمص الشرقي بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر في الأفراد والعتاد. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن القرى التي استعيدت هي الوضيحي وسلام شرقي وأم تويني الشمالية وتل شهاب واللج شرق جب الجراح في ريف حمص الشرقي بعد القضاء على 20 إرهابياً من تنظيم داعش وإصابة 13 آخرين وتدمير عتادهم». وكانت القوات النظامية سيطرت أول من أمس على 13 قرية جديدة خلال عملياتها ضد مواقع التنظيم الإرهابي في منطقتي جب الجراح وسلمية وهذه القرى هي جب البشير والجرف الجنوبي والجرف الشمالي والجرف وأبو حنايا وأبو حبيلات وعكش وأم ميل والحردانة والبرغوثية وتبارة الديبة والعرشونة وسلام غربي. وذكر مراسل «سانا» في دير الزور أن القوات النظامية نفذت أمس عمليات مكثفة ضد تجمعات إرهابيي «داعش» على طريق دير الزور الميادين وفي محيطه أسفرت عن تكبيد التنظيم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد وأنها دمرت مستودعاً للأسلحة ومقر اتصالات وقيادة وعدة عربات تحمل رشاشات ثقيلة خلال ضربات مركزة بالمدفعية على مواقع التنظيم الإرهابي في مدينة الميادين. وفي مدينة دير الزور ومحيطها نفذت القوات النظامية عمليات مكثفة بدعم من سلاح الجو على مواقع وتحركات وتحصينات «داعش» في الميادين وموحسن والبوليل والحسينية والجنينة والطيبة وحويجة صكر وأحياء الشيخ ياسين والجبيلة والرشدية والعرضي وكنامات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.