خرج الخلاف السياسي بين حزب «القوات اللبنانية» ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، إلى العلن على خلفية مقابلة تلفزيونية أجريت مع الجميل مساء أول من أمس، وردّ عليها حزب «القوات» على اعتبار أن الجميل «يصرّ على الغمز واللمز من قناة القوات على «الطالع والنازل»، على رغم كل محاولاتنا لإعادة العلاقة بيننا إلى ما كانت عليه قبل تسلم النائب الجميل رئاسة حزب الكتائب». وجاء موقف الدائرة الإعلامية في «القوات» رداً على مواقف، «لا يمكن أن نمرّ عليها مرور الكرام». وشدّد حزب «القوات» على أن «تصنيف من هو داخل الحكومة وخارجها، لا ينطبق على طرف شارك تقريباً في كل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005 إلى اليوم، فضلاً عن أن القاصي يعلم كما الداني، أن ما حال دون مشاركة الجميل في الحكومة هو عدم إعطائه حقيبة الصناعة، التي لو أعطيت له لكان هو وزيراً في الحكومة». ولفتت الدائرة الإعلامية إلى أن «ما يلمّح إليه الجميل دائماً، من أن ما جمع القوات والتيار الوطني الحر يرتكز إلى مجموعة مصالح، بعيد كل البعد عن القوات وطريقة عملها، ولا داعي إلى التذكير بأنه قُدم للقوات ما لم يُقدم لأحد في زمن الوصاية السورية، لكي تشارك في الحكومات المتعاقبة وآثرت الحلّ والاضطهاد والاعتقال والاغتيالات، وإن آخر من يمكن اتهامه بالعمل لتحقيق مصالح سياسية ضيّقة هو القوات، فيما يصرّ الجميل على تكذيب كل الوقائع لغاية في نفس يعقوب». وسألت «القوات» الجميل في ردّها: «كيف كان يمكن تحقيق المصالحة بين القوات والتيار من دون التفاهم على حد أدنى من الخطوات السياسية في مرحلة فراغ من دون أفق، كانت مرشحة لأن تستمر، فيما أصابت القوات بترشيح العماد ميشال عون عصفورين بحجر واحد، فحقّقت المصالحة، التي لم يكن ممكناً تحقيقها لولا القيام بخطوة بحجم انتخاب عون رئيساً، والعصفور الثاني بالتخلّص من مرحلة الفراغ، التي كانت مرشحة لأن تتمدّد وتُدخل لبنان في الفوضى». ورأت أنه «من المعيب جداً، أن يغمز النائب الجميل من قناة القوات في ما يتعلق بمواضيع السيادة والاستقلال وقيام الدولة، والتي دفعت القوات وحدها أغلى الأثمان في سبيل تحقيقها». وكان الجميل اعتبر في مقابلة مع محطة «أم تي في»، أن «علاقاتنا بكل الفرقاء مبنيّة على موضوعين، من في السلطة ومن في المعارضة. لم نختلف مع حزب الوطنيين الأحرار في أي محطة. حصلت تسوية في لبنان، التسوية الرئاسية رفضنا أن نكون جزءاً منها انطلاقاً من أنه إذا كان الرئيس يؤمن بخط المقاومة فلن يحافظ على الدستور، والقوات قرّرت الانفصال عنا عندما قرّرت انتخاب الرئيس عون. ونتيجة التسوية حصل اتفاق مع التيار، بأن يتم تقاسم الساحة السياسية بينهما، لا يمكن أحداً أن يكون متحالفاً مع حزب يعمل باتجاه تكريس خط المقاومة في لبنان. الرئيس عون يتصرف على أنه طرف وليس حاكماً». وأشار إلى أنه كان مع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع على الطائرة ذاتها في الزيارة إلى المملكة العربية السعودية، لكننا لم نلتق. ومشكلتي في التحالف السياسي الذي حصل بين القوات والتيار، أن هناك مجموعة مصالح مشتركة تمّ الاتفاق عليها. ونحن لدينا مبادىء وثوابت، سيادة لبنان واستقلاله والشفافية ومحاربة الفساد وتطوير الحياة السياسية، نحن ناس إصلاحيون وسياديون، ومن يتوافق معنا أهلاً وسهلاً به». وكان الجميل لفت إلى أن اختلافه «مع رئيس الحكومة سعد الحريري سببه سياسي. الصفقة السياسية التي حصلت طعنة للخط السياسي الذي كنا فيه. وعن زيارة السعودية، قال الجميل: «دُعينا وما المشكلة في الزيارة؟ السعودية تجتمع مع كل الأشخاص، الذين تعتبرهم أصدقاء لها في لبنان، مشكلتنا مع لقاء باسيل والمعلم. سورية حاولت تفجير لبنان والتآمر عليه. سيادة لبنان واستقلاله قضيتنا، ولم نطلب من السعودية شيئاً، ووجدت في الدعوة السعودية لنا اعترافاً بدور المعارضة وبموقعها في الحياة السياسية في لبنان. السعودية قلقة على أن لبنان أصبح قراره مسلوباً. استمعوا إلى وجهة نظرنا حول ماذا يحصل في لبنان وأكدت المملكة وقوفها إلى جانب استقلال لبنان وسيادته، وأكدنا أننا نؤمن بحياد لبنان».