تستحضر أفلام مهرجان بيروت الدولي للسينما في العاصمة اللبنانية الذي انطلق مساء أمس (الأربعاء)، مواضيع حساسة، ومنها قضايا الإرهاب والتطرف الديني واللاجئين والفساد وحقوق الفئات المهمشة. ويضم برنامج المهرجان في نسخته السابعة عشرة، التي يشارك فيها 55 فيلماً من 24 دولة، أهم الأفلام التي فازت بجوائز دولية أو عرضت في المسابقات العالمية، منها الفيلم التحريكي (لوفينغ فنسنت) للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونية دوروتا كوبييلا، وتتمحور قصته حول آخر أيام حياة الرسام فنسنت فان جوج قبل انتحاره. واستغرق العمل على هذا الفيلم سبعة أعوام، وشارك فيه 125 رساماً من كل أنحاء العالم. ومن الأفلام المهمة أيضاً «بيكمنغ كاري غرانت« للبريطاني مارك كايدل عن سيرة نجم هوليود الراحل كاري غرانت ويومياته مع الفقر والاضطرابات النفسية. وسيحضر مخرج الفيلم المهرجان لتقديم عمله الطموح إلى الجمهور اللبناني. وسيعرض فيلم «ذا كيلينغ اوف آيه سكيرد دير» للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، الحائز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان 2017. ومن الأعمال اللبنانية المرتقبة فيلم »سينما حائرة: تاريخ السينما اللبنانية» للإعلامية اللبنانية ديانا مقلد، وهو عبارة عن رحلة بصرية عابرة للزمن بين السينما اللبنانية في بداياتها وسينما اليوم من خلال شهادات مخرجين وفنانين معاصرين لكل الحقبات التي مرت بها السينما اللبنانية. ومن المحطات البارزة أيضاً في البرنامج الفيلم الوثائقي الطويل «تحقيق في الجنة» للمخرج الجزائري مرزاق علواش، وهو عبارة عن تحقيق يجريه صحافيون في مدن وولايات جزائرية لمعرفة أسباب التطرف وما يدفع الشباب للالتحاق في الجماعات الإرهابية وتنفيذ عمليات انتحارية آملين في دخول الجنة. ويتشارك المخرج الأميركي جوناثان نوسيتير، والمخرج السيناريست الأرجنتيني سانتياغو أميغورينا رئاسة لجنة التحكيم، التي تضم أيضاً المخرج اللبناني زياد دويري، والممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي. وتتوزع العناوين العريضة للمهرجان بين «البانوراما الدولية»، وتشمل إضافة إلى فيلمي الافتتاح والختام، 14 فيلماً و«مسابقة الأفلام الوثائقية» وتضم خمسة أفلام و«مسابقة الأفلام القصيرة»، ويشارك فيها 18 فيلماً وفئة «جبهة الرفض» التي تقدم 10 أفلام خارج المسابقة، لكنها تعبر عن قضايا اجتماعية مهمة. ويخصص المهرجان تحية للسينمائي الإيراني عباس كيارستمي لتخليد ذكراه، بحسب ما أكدت مديرة المهرجان كوليت نوفل ل«رويترز» و«تكريمه كصديق ومخرج ماهر». ويسلط المهرجان الضوء على ستة أفلام قصيرة قدمتها وزارة السياحة اللبنانية، تتناول الحياة في لبنان قبل اندلاع الحرب الأهلية العام 1975، والتي انتهت 1990، وهي خارج المسابقات والفئات ويتم عرضها قبل أفلام روائية في البرنامج. وعرض في الأمسية الافتتاحية فيلم «لا كورديليرا» للمخرج الأرجنتيني ذو الجذور السورية واللبنانية سانتياغو ميتري الذي حضر إلى لبنان برفقة بطلة الفيلم الممثلة دولوريس فونزي، لتقديم فيلمه أمام الجمهور اللبناني من جهة، ولدعم المهرجان من جهة ثانية. وقال ميتري قبل بدء الفيلم، للحضور الذي صفق له مطولاً أنه يشعر «برابط مع لبنان»، وأوضح أن فيلمه يتمحور حول الفساد «الذي قد يصعب فهم تعقيداته». وتدور قصة الفيلم حول تداخل الشؤون الشخصية للرئيس الأرجنتيني هرنان بلانكو، الذي يضطلع بدوره الممثل ريكاردو دارين، مع قراراته السياسية. وتتميز الدورة الحالية بحضور كبير من الوجوه السينمائية البارزة من مخرجين عالميين ومنتجين ومديري مهرجانات من بينهم المخرج الفرنسي ميشال هازانافيسيوس الحائز على جائزة أوسكار قبل أعوام عن فيلمه «ذي آرتيست» ومؤسس مهرجان «تيلورايد» الأميركي ومديره توم لادي. ووصف وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري في كلمته إلى وسائل الإعلام، المهرجان بالحدث الدولي الذي «يفسح للجمهور اللبناني المجال لمشاهدة سينما عربية ودولية عالمية». أما مديرة المهرجان كوليت نوفل، فقالت «المهرجان ولد العام 1997 في فترة إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب الأهلية انطلاقاً من الرغبة في وضع لبنان على خريطة السينما».