منذ بلغت موجة الثورات في العالم العربي طرابس وتهددت بطي عهد ديكتاتورية معمر القذافي، لم تكل وتيرة الاجتماعات الطارئة في شركات أفريقيا الشرقية. فالاستثمارات الليبية في هذه الشركات راجحة. وبحسب أحد المشاركين في هذه الاجتماعات، تداولت الشركات هذه سبل النجاة من الإفلاس إذا انهار نظام طرابلس. فالشركات الليبية راكمت ديوناً كبيرة، ولم تقم حساباً للأخطار نتيجة حسبانها أن العقيد سيتدخل لإنقاذها في حال لم تنجح في التسديد. وتواجه الشركات هذه مشكلة لا يستهان بها، وهي الافتقار إلى الإدارة الرشيدة. ولم تتصدر الربحية أولويات الشركات الليبية. وليبيا، عملاق الإنتاج النفطي، توسلت أموال النفط للاستثمار في قطاع الاتصالات في الخارج، خصوصاً في أوغندا ورواندا وزامبيا وجنوب السودان، وسيراليون وشاطئ العاج والنيجر، وغينيا – كوناكري، وبينين. واستثمرت كذلك في قطاع الفنادق، وقطاع الصناعات الغذائية في أوغندا، وتوزيع النفط في كينيا وأوغندا. وحازت شركة «ليبين أراب بورتفوليو»، وهي شركات استثمارت عامة ليبية، حصصاً كبيرة في شركات اتصالات وفنادق برواندا وكينيا. وتواجه الشركات هذه خطر الإفلاس، إذا قطعت الدولة الليبية عنها المساعدات الدورية، وإذا خبا نفوذ القذافي. ومعظم الشركات في شرق أفريقيا تواجه مشكلات كبيرة. فعلى سبيل المثال، مجموعة «اوغندا تيليكوم المحدودة»، وتملك الشركة الليبية «لاب غرين» 69 في المئة من أسهمها، هي على شفير الإفلاس. فديونها فاقت 13 مليون دولار. وهي طلبت مساعدة طرابلس. وانتفاضة ليبيا تبعث على القلق في المنطقة. فالشركات تتساءل عن مآلها بعد انحسار «كرم» العقيد الليبي، وعن اثر انهيارها في الاقتصاد الإقليمي الأفريقي. وأبرز الشركات المتضررة من سقوط نظام القذافي هي شركة «أوغندا تيليكوم» ، وشركة «روانداتل». ففي 2008، اشترى الليبيون 80 في المئة من شركة «روانداتل»، وهي كانت شركة عامة رواندية، لقاء مليون دولار. وكينيا هي مركز معظم أعمال شركة «أويل ليبيا» النفطية. فسوق توزيع النفط الكيني تنافسي، اثر انصراف شركة «شل» العملاقة إلى أعمال التنقيب. ومنذ 2008، وقع مستهلكو المنتجات النفطية في كينيا وأوغندا، ورواندا رهينة شركة «تامأويل ايست أفريقيا» الليبية. فالشركة هذه التزمت مد خط أنابيب بين ألدوي (غرب كينيا) والعاصمة الأوغندية، كامبالا، وتوسيعه إلى كيغالي برواندا. وعدد لا يستهان به من الشركات الأفريقية الشرقية لم تحقق أرباحاً، ولذا، لا تستطيع الاستدانة من المصارف التجارية. ووحدها طرابلس يسعها نجدتها. فعلى سبيل المثل، لم تحقق شبكة الخطوط الأرضية التابعة ل «يو تي أل» (اتصالات أوغندا) أرباحاً، وأرخت بثقلها على فرع الشبكة نفسها الناجح ومدر الأرباح، وهو فرع شبكة الإنترنت. * معلق، عن «ايست أفريكن» الكينية، 3/3/2011، اعداد منال نحاس