طوكيو، واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – بعد يومين على انفجار المفاعل رقم واحد في محطة فوكوشيما دايتشي النووية بتأثير الزلزال الذي ضرب اليابان بقوة 8،9 درجات على مقياس ريختر الجمعة الماضي، حطم انفجاران سقف المفاعل الثالث، لكن شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) التي تشغل المحطة أكدت أن هيكل الاحتواء الذي يؤوي المفاعل لا يزال صامداً، «ما يعني استمرار الاحتفاظ بالإشعاع في الداخل، ويقلل احتمال حدوث تسربات إشعاعية» وتحدثت تقارير عن انخفاض مستويات المياه في جهاز التبريد الخاص بالمفاعل رقم 2، وأن قضباناً للوقود النووي في المفاعلين المتضررين باتت مكشوفة بالكامل، ما يزيد بحسب خبراء خطر ارتفاع الحرارة اكثر من اللازم وحصول التسرب، علماً انهم اعتبروا ضخ مياه البحر إلى قلب المفاعلات لتبريدها «إجراء متطرف لا يتفق مع القواعد». لكن الوكالة النووية اليابانية أصرت على استبعاد حصول حادث من نوع تشرنوبيل بأوكرانيا عام 1986 في مفاعل فوكوشيما، «إذ أن المفاعل في أوكرانيا لم يتضمن هيكلاً للاحتواء حين انفجر وبعث كل شيء إلى الجو». وأصيب 11 شخصاً في الانفجارين الجديدين، فيما كان تأكد إصابة 22 شخصاً بتلوث إشعاعي قبل حدوثهما وتعرض حوالى 190 شخصاً للإشعاع. ويستخدم عمال يرتدون ملابس واقية أجهزة مسح لفحص من يصلون إلى مراكز الإجلاء الذي شمل اكثر من 80 ألفاً من سكان فوكوشيما، في وقت تفرض منطقة حظر دخول بقطر 20 كيلومتراً في محيط المحطة النووية. وابتعدت السفن والطائرات الحربية الأميركية التي تساعد في جهود الإغاثة عن الساحل موقتاً بسبب إشعاع «منخفض المستوى»، ووصف الأسطول السابع الأميركي الخطوة بأنها «احترازية». وأعلنت كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة والفيليبين وتايوان وسريلانكا أنها ستفحص واردات الغذاء من اليابان تحسباً لوجود إشعاعات. عمليات الإغاثة على صعيد آخر، ضاعفت فرق الإغاثة جهودها في المناطق المنكوبة بالزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي تلته وأدت إلى مقتل 10 آلاف شخص على الأقل، سعياً إلى انتشال ناجين، وتعزيز إجراءات العناية بملايين السكان الذين انقطع عنهم التيار الكهربائي والمياه، خصوصاً في الشمال، حيث لا تزال معظم الطرق والسكك الحديد والموانئ معطلة، في وقت قفزت التقديرات الأولية للخسائر إلى نحو 170 بليون دولار. وشهدت منطقة العاصمة طوكيو التي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة تقنيناً صارماً في الكهرباء، واضطرت شركات عدة إلى تعليق إنتاجها جزئياً، علماً أن الحكومة قررت سحب 1.26 مليون كيلولتر من النفط الخام من احتياطيات القطاع الخاص، وهو ما يغطي الطلب لمدة ثلاثة أيام، فيما أعلنت قطر أنها تتطلع لتعزيز إمدادات الغاز المسال إلى اليابان لتعويض الطاقة النووية التي فقدتها الأخيرة بعد زلزال. وعثر على ألفي جثة في بلدتين ساحليتين منكوبتين بمقاطعة ايواتي، فيما لا يزال آلاف في عداد المفقودين. وتحدثت تقديرات رسمية عن تضرر أكثر من 52 ألف منزل ومبنى بسبب الزلزال، ونحو 600 طريق وجسر. ورجحت وكالة الأرصاد الجوية حدوث هزات جديدة بقوة سبع درجات أو أكثر بحلول الخميس. ونصحت الولاياتالمتحدة مواطنيها بتجنب السفر إلى اليابان، فيما حضت فرنسا وألمانيا رعاياها المقيمين في طوكيو على الرحيل إذا لم يكن وجودهم ضرورياً. وفيما عبأت اليابان مئة ألف جندي يمثلون 40 في المئة من عدد جيشها، استمر توافد فرق الإنقاذ الأجنبية. وأعلن البيت الأبيض أن فريقاً يضم 144 مسعفاً أميركياً وصل إلى ميساوا شمال اليابان للمشاركة في عمليات الإغاثة والبحث عن ناجين. كذلك، توجه فريق جنوب أفريقي ضم 50 مسعفاً نقل 16 طناً من معدات الإغاثة. ووسط تزايد مخاوف التسرب النووي في آسيا، أكد شوي مي الخبير في المعهد الصيني للطاقة الذرية أن بلاده ستحسن خطة السلامة في حالات الطوارئ. وقال إن «غالبية المحطات اليابانية التي تضررت من الزلزال، بنيت في مطلع السبعينات من القرن العشرين، فيما بنيت العديد من المحطات النووية الصينية التي تعمل حالياً بعد الثمانينات بتكنولوجيا أحدث، وشيدت بطريقة أكثر حذراً على صخور مستقرة بعيدة عن مناطق الصدع.