انخفضت أسعار النفط أكثر من دولار إلى ما دون 56 دولاراً للبرميل اليوم (الإثنين)، في الوقت الذي كبحت فيه زيادة أنشطة الحفر الأميركية وإنتاج «أوبك» موجة ارتفاع حققت فيها الأسعار أكبر مكاسبها في الربع الثالث من أي عام في 13 عاماً. وأضافت شركات الطاقة الأميركية منصات حفر نفطية جديدة للأسبوع الأول في سبعة أسابيع، وأعلنت العراق عن ارتفاع صادراتها قليلاً في أيلول (سبتمبر) الماضي، حين عززت «أوبك» الإنتاج بوجه عام. وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 1.03 دولار إلى 55.76 دولار للبرميل بحلول 11.40 بتوقيت غرينتش. وارتفع خام برنت حوالى 20 في المئة في الربع الثالث في أكبر زيادة يحققها في الربع الثالث من أي عام منذ 2004، وتم تداوله عند 59.49 دولار الأسبوع الماضي. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.07 دولار إلى 50.60 دولار للبرميل. وحقق الخام الأميركي أقوي أداء فصلي منذ الربع الثاني من 2016. وقاد الارتفاع مؤشرات متنامية على انحسار التخمة العالمية المستمرة منذ ثلاث سنوات بدعم من الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج الذي ينفذه منتجون عالميون بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). لكن مسحاً أجرته «رويترز» يوم الجمعة خلص إلى ارتفاع إنتاج «أوبك» من النفط الشهر الماضي، وهو ما يرجع في الأساس إلى زيادة إنتاج العراق وليبيا وهي عضو في المنظمة ومعفاة من خفوضات الإنتاج. إلى ذلك، أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية اليوم، أن إنتاج البلاد من النفط الخام بلغ 10.91 مليون برميل يومياً في أيلول (سبتمبر) الماضي، بلا تغير عن آب (أغسطس) الامضي. وبلغ إجمالي الإنتاج الشهر الماضي 44.639 مليون طن، مقارنة مع 46.144 مليون طن في آب (أغسطس) الماضي، الذي كان أطول بيوم واحد. والمعدل اليومي في أيلول (سبتمبر) وآب (أغسطس) هو أدنى مستوى للانتاج منذ أن هبط إلى 10.71 مليون برميل يومياً في أب (أغسطس) 2016. وهو منخفض ثلاثة في المئة من تشرين الأول (أكتوبر) 2016، عندما تم التوصل إلى اتفاق عالمي لخفض إنتاج الخام. وأشارت البيانات إلى أن الانتاج في مشاريع النفط التي تديرها شركات أجنبية بنظام المشاركة في الإنتاج هبط بنسبة 39 في المئة في أيلول (سبتمبر) الماضي، مقارنة مع الشهر السابق. لكن جميع شركات النفط الروسية الكبرى زادت الإنتاج في أيلول (سبتمبر) الماضي، مقارنة مع آب (أغسطس) الماضي. وارتفع إنتاج «روسنفت»، أكبر منتج للنفط في روسيا، بنسبة 1.2 في المئة إلى 3.82 مليون برميل يومياً، في حين زاد انتاج «لوك أويل»، ثاني أكبر منتجي النفط في البلاد، بنسبة 0.7 في المئة إلى 1.64 مليون برميل يومياً. وبلغت صادرات روسيا النفطية عبر خطوط الأنابيب في أيلول (سبتمبر) الماضي، 4.30 مليون برميل يومياً انخفاضاً من 4.34 مليون برميل يومياً في أب (أغسطس) الماضي. وبلغ إنتاج روسيا من الغاز الطبيعي 53.69 بليون متر مكعب الشهر الماضي، أو 1.79 بليون متر مكعب يومياً، مقارنة مع 54.2 بليون في آب (أغسطس) الماضي. وفي الجزائر، طالب رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى من المجمع النفطي «سوناطراك» العودة إلى استكشاف واستغلال الغاز الصخري المتوقفة منذ تظاهرات معادية لهذا النشاط دفاعاً عن البيئة، بحسب ما نقلت الصحف الجزائرية. وقال أويحيى أمس، خلال زيارة لمصفاة نفط بأرزيو (غرب) «يتحتم على سوناطراك أن تواجه التحديات الحالية لقطاع الطاقة وتسخير جميع قدراتها ومواردها في خدمة البلاد». وطالب «سوناطراك» بالعودة إلى النشاط في الغاز الصخري المتوقفة منذ 2015، إثر تظاهرات كبيرة ضد حفر الآبار في الصحراء. وأضاف «الأمر لا يتعلق بمغامرة، بل بالعكس، فان ذلك خيار يهدف إلى ضمان مستقبل البلاد في المجال الطاقوي». وبعد ان أعلنت مجموعة «سوناطراك» في كانون الأول (ديسمبر) 2014، القيام بنجاح بأولى عمليات التنقيب عن الغاز الصخري في منطقة عين صالح (1500 كيلومتر جنوبالجزائر)، قام سكان بتظاهرات تحولت إلى تجمعات احتجاجية شبه يومية ضد عمليات الحفر. وعبر السكان عن خشيتهم من التداعيات على البيئة، وخصوصاً على المياه الجوفية، بالنظر إلى الطريقة المستخدمة في استخراج الغاز وهي تكسير الصخر بالماء مع اضافات كيماوية. ووفق دراسات متعددة، فان الجزائر في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث احتياطات الغاز الصخري القابل للاستخراج، بعد الولاياتالمتحدة والصين والأرجنتين. وينتظر أن تصل مداخيل البلاد من تصدير النفط والغاز إلى 32 بليون دولار في نهاية 2017، ما يعادل نصف قيمة ما كانت تصدره قبل ازمة الاسعار في صيف 2014.