«النضال الشخصي والمهني»، و«الدعم الأسري»، كلاهما عاملاً محفزان للمرأة السعودية لتكون «قائدة»، وهما جزآن لا يتجزءان للوصل بالمرأة السعودية إلى المناصب القيادية، بحسب الدكتورة لمى قزاز، التي خصصت رسالتها للحصول على درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات البريطانية للمرأة السعودية القيادية. وقالت قزاز ل«الحياة»: «إن صورة المرأة السعودية في الخارج مغلوطة، وهنالك كثير من المعلومات غير الحقيقية، التي يتناقلها الغرب عنها، وهذا ما دفعني إلى تخصيص دراستي في مرحلة الدكتوراه عن المرأة السعودية وكيف استطاعت أن تحقق نجاحات تلو أخرى». مشيرة إلى أن فكرتها الرئيسة هي إيصال صورة حقيقية عن السعوديات، ولا سيما أن السعودية ملأى بالنماذج النسائية الناجحة، واللواتي استطعن أن يتخطين الصعاب وتبوأن مراكز مرموقة في أعمالهن، بخلاف الصورة الذهنية المترسبة عنا في الغرب بوجه العموم». وأوضحت أنها اكتشفت من خلال بحثها على مدار ثلاث سنوات متواصلة، تواصلت خلالها مع شريحة كبيرة من السعوديات اللاتي حصلن على مراكز قيادية في المجتمع، أن الدعم الأسري والعوامل الاجتماعية والثقافية، التي تنشأ بها الفتاة تعد عاملاً رئيساً في وصول المرأة إلى مناصب قيادية، وأن تكون قائدة حقيقية تسهم في بناء المجتمع». مؤكدة أن الحكومة السعودية هي من دعمت المرأة لبلوغ أهدافها، وقالت: «إن حرص الحكومة السعودية على إصدار عدد من القرارات المهمة للمرأة بدخولها مجلس الشورى، وتعيين قيادات نسائية في وزارات وهيئات حكومية. إضافة إلى السماح لهن بالمنافسة في ما يخص المجالس البلدية من خلال مشاركتهن ناخبات ومرشحات، وفتح مجالات عمل لهن غير تقليدية، أسهمت في رفع نسب مشاركة المرأة في المجتمع، وأثبتت أن السعوديات قادرات على الإنجاز وخدمة المجتمع في جوانب الحياة كافة». وأشارت قزاز إلى أن تلك القيم المتزامنة مع العوامل الثقافية والاجتماعية والدعم الحكومي منح المرأة فرص القيادة، وقالت: «إن فهم العوامل والقيم التي مكنت النساء السعوديات من النجاح يؤدي إلى معرفة أفضل بتكوين الشخصية القيادية، وإن المرأة تعتبر نفسها لا تختلف عن الرجل من حيث تحمل المسؤولية والاستقلال وتحقيق النجاح». وأوضحت أن أهم المميزات التي تجعل من المرأة قائدة، يمكن أن تتولى مسؤوليات مناصب عليا وقيادية، تتلخص في قدرتها على التكيف مع جميع بيئات الأعمال المختلفة، وقوة شخصيتها، إضافة إلى معرفة الخبراء وتقدير المسؤولين لها، وزادت: «إن تضامن النساء مع بعضهن البعض، وقدرة المرأة على خلق تلك الأجواء التضامنية، هي من أهم صفات المرأة القيادة، إضافة إلى تعاطفها مع العاملين معها وتقديرها لجهودهم، كلها سمات ترشح صاحبتها للوصول إلى مرحلة القيادة». وأكدت قزاز أن تطوير المرأة ذاتها ومهاراتها من أهم العوامل التي تساعدها على الوصول إلى المركز القيادية والاستمرار بها. وأضافت: «لا بد لنا من فهم القيم التي تساعد المرأة في تحقيق ومواصلة وتطوير مهاراتها القيادية، إذ تعتبر العوامل الاجتماعية والثقافية أبرز العوامل التي تمكن المرأة أو تمنعها في أن تصبح قائدة». واستطرت بالقول: «إن العوامل التنظيمية لا تقل أهمية عن الاجتماعية والثقافية، إذ تعتبر تلك العوامل حاسمة لنجاحها، وترى أن للأسرة، وتحديداً الأب، دوراً كبيراً في خلق شخصيات قيادية لأبنائه، وتحديداً النساء منهن. وقالت: «تلعب الأسرة بوجه العموم والأب بوجه الخصوص الدور الرئيس في تكوين شخصيات الفتيات وتطلعاتهن المستقبلية، وكذلك يمنحهن قوة الشخصية، كما تلعب الأسرة دوراً مهماً في عملية تعليم الفتاة، ومنحها القدرة على تطوير مهاراتها الشخصية لتصبح قائدة في يوم ما».