قال مسؤولون اليوم (الاحد) ان المساعدات الانسانية الجوية للامم المتحدة في السودان مهددة بالتوقف بسبب نقص التمويل، ما قد يؤثر في ايصال المساعدات الى ملايين الاشخاص في مناطق النزاعات. وأوضحت الناطقة باسم برنامج الاغذية العالمي في السودان بيانكا زيرا انه ومع الاموال المتوافرة حالياً، ستكون الخدمة الجوية الانسانية للامم المتحدة قادرة على العمل فقط حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وقد تضطر الى وقف عملياتها بداية كانون الاول (ديسمبر). وقالت زيرا هذا الاسبوع: «لدينا حالياً أموال حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) ونحتاج الى مليون دولار اضافية (نحو 850 الف يورو) لمواصلة العمليات حتى نهاية العام الجاري». مؤكدة: «اذا لم نتلق مليون دولار فان العمليات ستتوقف». وتابعت: «على رغم ان مهمتها الاساسية تقضي بنقل العمال الانسانيين، فان الخدمة الاممية تتولى ايضاً ايصال لقاحات ضد الامراض الفتاكة يستغرق ايصالها براً وقتاً طويلاً». وتنقل الخدمة ايضاً وفوداً دولية وديبلوماسيين اجانب ومسؤولين سودانيين يرغبون في تقييم الوضع الانساني في مناطق النزاعات، لافتة إلى ان «نتلقى 500 الف دولار من هنا و250 الفا من هناك، في وقت تحتاج الخدمة الى نحو 1.4 مليون دولار شهرياً». واضافت: «ما تحتاج اليه الخدمة الاممية فعلياً هو تمويل كامل، اي أموالاً اضافية وليس حتى نهاية العام فحسب بحيث تتمكن الاممالمتحدة من وضع استراتيجية وتلبية تنامي الحاجات». وسبق للخدمة الجوية الانسانية التي تضم طائرتين وثلاث مروحيات ان قلصت نطاق عملها بحيث توقفت عن التوجه الى خمسة مواقع من أصل 41 تغطيها في انحاء البلاد. بالنسبة الى الطواقم الانسانية، تشكل الخدمة الجوية الانسانية للامم المتحدة عاملاً حيوياً لتسليم المساعدات خصوصاً الادوية، في مناطق السودان التي تشهد نزاعات على غرار اقليم دارفور في الغرب وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان. وتستطيع المروحيات الاممية الوصول الى مناطق نائية يصعب الوصول اليها من طريق البر. وفي 12 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري، سيتخذ الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراراً في شان الرفع النهائي او عدمه للعقوبات التي فرضت على السودان العام 1997 على خلفية اتهامه بدعم جماعات متطرفة. والسودان احد اكبر بلدان افريقيا وتناهز مساحته 1.8 مليون كيلومتر مربع. واوضحت الاممالمتحدة ان الخطة الانسانية للعام 2017 قضت بمساعدة نحو ثلاثة ملايين شخص في السودان. واثار عدم اهتمام المانحين بتمويل العمليات الانسانية الجوية في السودان مخاوف من ان تتاثر مجمل الوكالات الانسانية في هذا البلد بنقص التمويل. وبحسب مكتب المنظمة الدولية لتنسيق الشؤون الانساني، كانت الاممالمتحدة حددت حاجاتها في السودان العام 2017 ب 804 ملايين دولار، لكنها لم تجمع حتى 24 من الشهر الماضي سوى 304 ملايين، اي 38 في المئة فقط من المبلغ. وارخى هذا الوضع بثقله على غالبية العمليات الانسانية لكن الامور مهددة بالتفاقم.