- نقلت وكالة الإعلام الروسية امس عن رئيسة تحرير تلفزيون «روسيا اليوم» المدعوم من الكرملين مارغريتا سيمونيان قولها إن ما أقدمت عليه القناة من شراء إعلانات على موقع «تويتر» ممارسة تجارية عادية أظهرها بعضهم على أنها تدخل روسي في الشؤون الأميركية. وقالت سيمونيان: «كشف تويتر عن معلومات مغلوطة أمام الكونغرس. أنفقنا أموالاً على حملاتنا الإعلانية، مثلما يفعل كل المؤسسات الإعلامية في العالم». وأضافت: «علينا الآن أن نذهب الى ما هو أبعد ونعترف بأننا أنفقنا على إعلانات في المطارات وعلى سيارات أجرة ولوحات إعلانية وعلى الإنترنت ومحطات التلفزيون والإذاعة أيضاً. بل كانت إعلاناتنا تبث على «سي إن إن». ولم يحدث أن رأينا في أي ديموقراطية متقدمة أن الإعلانات المنتظمة عبر وسائل الإعلام يمكن اعتبارها نشاطاً مشبوهاً وضاراً». وكان موقع «تويتر» للرسائل القصيرة أفاد الخميس بأن شبكة «روسيا اليوم» (راشا توداي - آر تي) الروسية التي تتهمها واشنطن بالعمل من أجل التأثير في الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016، قامت بتمويل نحو 1800 تغريدة ترويجية العام الماضي. وتواجه شبكات التواصل الاجتماعي منذ اشهر انتقادات تتهمها بأنها تحولت رغماً عنها منصات لحملة دعائية مصدرها روسيا خلال الحملة الانتخابية التي انتهت بفوز الجمهوري دونالد ترامب. ويحقق الكونغرس الاميركي ومدع خاص في احتمال تدخل روسي في الانتخابات. وكتب موقع «تويتر» على مدونته الرسمية أن «روسيا اليوم» (آر تي) «انفقت 274 الف دولار على مضامين رعتها في الولاياتالمتحدة في 2016». واضاف ان الحسابات الثلاثة للشبكة الاعلامية الروسية «روجت 1823 تغريدة كانت تستهدف بالتأكيد او على الارجح السوق الاميركية»، موضحاً ان «هذه الحملات كانت تستهدف مستخدمين مشتركين بحسابات وسائل اعلام تقليدية وتبرز التغريدات المتعلقة بالأحداث الراهنة». وكان موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي اعلن انه كشف حسابات فعلية من روسيا استخدمت في نشر رسائل ذات طابع سياسي عبر شراء مساحات اعلانية على الشبكة. وقالت المجموعة التي أنشأها مارك زوكربرغ انها ستقدم الى الكونغرس محتويات هذه الرسائل. وأوضح «تويتر» انه «من اصل نحو 450 حساباً رصدها «فايسبوك» في اطار تحقيقاته (الداخلية)، توصلنا الى ان 22 منها كانت لديها حسابات مطابقة على تويتر»، مؤكداً انه علق هذه الحسابات. وتابع: «انطلاقاً من هذه الحسابات، وجدنا 179 حساباً اضافياً مرتبطاً بها» وتم اغلاق بعضها. واعلن «تويتر» انه تقاسم هذه المعلومات مع أعضاء لجنتي التحقيق في مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين الذين استمعوا الى احد مسؤولي الموقع الخميس. وأفاد الموقع بأنه يعمل من اجل كشف الرسائل التي توضع عبر انظمة آلية (بوتس) يشتبه في أنها اغرقت الشبكة برسائل هدفها التأثير على جزء من الرأي العام. على صعيد آخر، كشفت دراسة نشرتها جامعة اوكسفورد البريطانية الخميس ان عدداً من الرسائل التي تهدف الى التضليل نشرت على «تويتر» عبر هذه الانظمة الآلية خلال الانتخابات الرئاسية وكانت موجهة الى بعض الناخبين. وقالت الدراسة انه في الايام التي سبقت الاقتراع «تلقى مستخدمو تويتر عدداً من المضامين المضللة او التي تسبب الانقسام او المرتبطة بنظرية المؤامرة اكثر من الرسائل الصادرة عن وسائل اعلام محترفة». واضافت ان هذه المحتويات استهدفت في شكل اساسي مستخدمين في ولايات اميركية تشهد منافسة حادة بين الحزبين وتسمى الولايات «المتأرجحة» مثل نيوهامشير وفلوريدا (جنوب غرب). واعترض «تويتر» على هذه الدراسة الخميس، مؤكداً في رسالة الكترونية الى وكالة «فرانس برس» ان الدراسات التي قامت بها اطراف خارجية حول الانظمة الآلية والتضليل عبر تويتر «خاطئة دائماً تقريباً وغير دقيقة منهجياً»، خصوصاً ان 2 في المئة فقط من التغريدات يمكن تحديد مصدرها الجغرافي.