الإحساس بالعجز، وتوالي الهزائم أمام الزعيم، وتوديع المسابقات على يديه عاماً بعد عام ألجأ النصراويين إلى تصرف نفسي أكثر مما هو واقعي ومقبول لعله يبرد على قلوبهم حرارة الفشل، خصوصاً في كأس ولي العهد. حذف شعار الهلال من تذاكر مباراة الخميس يعكس التأزم الذي وصل إليه الحال النصراوي من الهلال. عادي جداً ما يحدث وليست المرة الأولى التي يُقصَى فيه الهلالُ على الورق، ولكنه وهو الأهم يُقصِي على أرض الملعب ويحرِم من البطولات والمكافآت التي تحضَّر فقط لأجل هزيمة الهلال، وينتهي الحلم بها بعد المباراة كما ينتهي حلم النصراويين في فك العقدة التي استحكمت حلقاتها عليهم في كل مسابقة. وأظنها لن تُفرج طالما كان الهلال محور حياتهم وموضوع نقاشاتهم وتعليقاتهم. عقدة النقص أمام الهلال متأصلة لدى النصراويين منذ الأزل، قديماً كانوا لا يجدون غير عدد مرات الفوز والأهداف يعيدون فيها ويزيدون، وبها يتغنون في كل موقف ومع كل مباراة، الهلال الآن يتفوق على النصر بمراحل في هذا الجانب سواء في الأهداف أو في عدد المباريات التي انتهت زرقاء وفي كل المسابقات، ولم نسمع تلك النغمة وبالتعالي النصراوي السابق نفسه. الآن لم يجدوا شيئاً «يكشخون» به أمام الهلال ويعدونه مفخرة سوى «العالمية» التي يرددون أنها صعبة قوية، وهم يعرفون قبل غيرهم أنهم نالوها بالترشيح وليس من الميدان. وما يحدث من دعم جماهير النصر لأي فريق يقابل الهلال خارجياً، وتواصلهم مع منتدياتهم وتشجيعهم سراً وجهاراً إلا تمسكٌ بالورقة الأخيرة التي يمكن أن تبقيهم في ساحة منافسة الهلال على أي شيء يدعمهم الإحساس بالنقص من عدم وجود أي شيء يمكن أن يفاخروا به على الهلال وجماهيره، وفي يقينهم أنه لو حدث وتأهل الهلال للعالمية فقد سقطوا للأبد. وما ادعاء أحدهم ممن ملأ الشيب وجهه أن ما يعانيه الهلال في الآسيوية ليس إلا قهراً من أنه لم يصل العالمية إلا دليل على أن الحال النصراوي بات ميئوساً منه. وأن صغار المشجعين لا عتب عليهم لو بقوا يدورون في فلك الهلال ما دام كتابهم يفكرون بهذه الطريقة. العالمية ليست صعبة كما يتوهمون لأن الزعيم نالها من الملعب، لكن الصعب بات هزيمة الزعيم محلياً، فقد استعصت عليهم رغم كل ما فعلوا. وستستعصي طالما الهلال يملأ دنياهم ويشغل تفكيرهم ليل نهار. والتذاكر على فكرة مصيرها سلة المهملات. لكن سجل البطولات يبقى للتاريخ وأرقامه تصفع وبقوة. [email protected]