حذر اختصاصيون وتربويون، مما يشهده المجتمع، من «انحدار أخلاقي، وسلوكي»، تشمل مجالات عدة، تتمثل في «انتشار تعاطي المخدرات، وارتفاع معدل العنف، والتحرش الجنسي، وزيادة نسبة السرقات، والتفحيط»، مشددين على أهمية دوري الأسرة، والمجتمع تجاه النشء، واحتواء المراهقين. وشددت الاختصاصية النفسية الدكتورة سميرة عبد الوهاب، على أهمية الالتفات إلى «دور الأسرة في تربية النشء، والحفاظ عليهم من الانحراف، عبر التزام المبادئ الأساسية، في التربية، ومنها توفير المناخ الأسري، الموضوعي، وعمل الأسرة بمعايير، وتوقعات مناسبة للأبناء، واحترام الأسرة للأبناء، ومشاركة الأبناء في الحياة الأسرية، والتواصل اليومي معهم، وتشجيعهم على اختيار المسؤوليات، والمهام المنزلية، إضافة إلى تعزيز الاستقلال المشترك، وإدارة الوالدين للحياة الأسرية، وأخيراً التعامل مع الأبناء، وفق قوانين خاصة يضعها الأبوان». واستعرضت عبد الوهاب، آداب التعامل بين أفراد الأسرة الواحدة، بأن «يشعر كل واحد من أفراد الأسرة بأنه مرغوب ومحبوب من قبل الآخرين، ويعاملونه بالسوية، سواءً كان ذكراً أم أنثى، سليماً أم معوقاً، وتشجيع الجميع على تنمية ما يملك من مواهب واستعدادات سليمة، لتحقيق طموحه، وهدفه في الحياة، واحترام كل فرد من أفراد الأسرة لحقوق الآخر، بعيداً عن الأنانية، والاتهام وسوء الظن، والتشويق والترغيب بالمكافأة المادية والمعنوية واللفظية على السلوكيات الجيدة لدى الأبناء، وإيجاد جو إيماني داخل الأسرة، من خلال توجيههم لحب الله، وطاعته بممارسة العبادات والتحلي بالأخلاق الحميدة، وأن يغدو الأبوان بسلوكياتهما الصحيحة القدوة والنموذج، الصالح لأبنائهما في كيفية التعامل مع الآخرين، التي تتضمن تعاملهما مع بعضهما البعض كزوجين، والتعامل مع كبار السن، من ذوي القربى الجد، والجدة، والتعامل مع الأبناء أنفسهم، وكذلك التعامل مع الغير في المواقف المختلفة». وأبانت أن هذا يتطلب أن «يراقب الأبوان سلوكياتهما اللفظية والفعلية جيداً، لأن ثمة من يلاحظهما ويتعلم منهما». وشددت على دور الأسرة في «تأصيل قيمة الحوار مع الغير في نفوس الأبناء، والابتعاد عن أسلوب العنف والتسلط»، لافتة إلى أهمية «وقاية الأبناء من الانحراف، وذلك باختيار الزوجة الصالحة، وعدم الانخداع بالشكل الخارجي». وتشير فاطمة حسن، إلى دور الوالدين «المؤسف» في دفع أبنائهم، نحو الانحدار الأخلاقي، من خلال «الحرية المفرطة، والتهاون في وضع عقوبات مناسبة، ومشاهدة أفلام إباحية، أو اللجوء إلى عنف أمام الأبناء، وعدم تعزيز الرقابة الذاتية، مع غياب الرقابة الخارجية من الوالدين، وغياب الحوار الناجح، والتشدد، والتزمت من قبل الوالدين، والنزاع المستمر بينهما، ورفع الصوت، وصراخهما أمام الأبناء، أو تشويه صورة أحدهما في ذهن الأبناء، وبخاصة في حالات انفصالهما بالطلاق».