عزا «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) سقوط عدد من الضحايا المدنيين في كابول أمس (الاربعاء) إلى خلل في عمل صاروخ أطلقته طائرة أميركية رداً على هجوم شنه متمردو «طالبان» على مطار قرب كابول، بعيد وصول وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس والأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ. وقالت عملية «الدعم الحازم» التي ينفذها الحلف في افغانستان في بيان: «للأسف، أدى خلل في عمل صاروخ إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين». وكانت حركة «طالبان» أطلقت صواريخ وقذائف «هاون» على المطار وحي سكني محاذ له بعد ساعات من وصول ماتيس إلى كابول، في حين أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) مسؤوليته عن العملية أيضاً. وبحسب وزارة الدفاع الأفغانية، قُتلت امرأة وأصيب 11 مدنياً آخرون. وأوضح «ناتو» ان القوات الأميركية بادرت إلى تقديم دعم لقوات التدخل السريع الأفغانية عبر شن غارة، معرباً عن «أسفه العميق» ومعلناً إجراء تحقيق حول كيفية تنفيذ العملية والخلل في عمل الذخيرة. وأورد في بيان: «نتخذ التدابير كافة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين، على رغم ان أعداء أفغانستان يواصلون عملياتهم في مناطق يتعمدون فيها تعريض المدنيين إلى الخطر». واعتبر الوزير الأميركي أن اطلاق الصواريخ على المطار «جريمة ضد أبرياء وهو بمثابة كشف عن نوايا طالبان ونهجهم». وشدد على أنه «من غير الوارد السماح لطالبان وداعش وشبكة حقاني بتعزيز وجودها في البلاد». من جهته، اعتبر ستولتنبرغ انه «كلما حافظت أفغانستان على استقرارها، زاد الأمان لدينا»، مذكراً بأن «أكثر من 15 دولة أعضاء في الحلف وافقت على إرسال قوات إضافية». وأضاف أن «الاطلسي لا يدير ظهره عندما تسوء الأمور. نحن نلتزم وعودنا». وكان ستولتنبرغ قال أمس إن دول الحلف لديها أسباب قوية لمواصلة دعم أفغانستان، وستستجيب لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إرسال مزيد من القوات والتمويل. وأضاف: «من مصلحة أوروبا ودول الحلف المساعدة في إرساء الاستقرار في أفغانستان». وتابع أن «ألمانيا داعم قوي لمهمة الحلف في أفغانستان منذ سنوات طويلة. أنا على ثقة تامة من أن ألمانيا ستواصل تقديم الدعم». وذكر أن مساعدة الحلف تهدف إلى ضمان ألا تصبح أفغانستان «ملاذاً آمناً للإرهاب الدولي»، مشدداً على أن «جنود الحلف لن يعودوا للدور القتالي الذي انتهى في العام 2014، وسيواصلون تقديم التدريبات والمشورة للقوات الأفغانية، إضافة لتوفير المعدات والتمويل». وقال ترامب الشهر الماضي انه يتوقع من الحلف زيادة مساهمته في أفغانستان عندما أعلن عن استراتيجية جديدة أشد صرامة ضد حركة «طالبان» وغيرها من الجماعات المتشددة، لكن ردود الفعل السياسي في أوروبا كانت متباينة في ظل عدم وجود رغبة قوية في زيادة المشاركة. ودعت الولاياتالمتحدة «ناتو» إلى زيادة عديد قوة «الدعم الحازم» البالغ خمسة آلاف عنصر حالياً، وجدد أشرف غني الطلب قائلاً: «الآن وبعدما قرر الجنرال ماتيس إرسال عدد إضافي من الجنود، آمل في أن تحذو دول الحلف الأطلسي حذوه». إلى ذلك، قتل 12 شرطياً أفغانياً على الأقل في تفجير انتحاري استهدف مقر الحكومة والشرطة في منطقة معروف في ولاية قندهار جنوبأفغانستان أمس، وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها. وقال الناطق باسم شرطة قندهار ضياء دوراني ان «12 عنصراً أمنياً قتلوا وجرح أربعة»، لكن مسؤولاً من شرطة الحدود في منطقة معروف المحاذية لباكستان أكد مقتل 14 شخصاً وإصابة ثمانية، وقال ان «الانفجار ألحق أضراراً بالمبنى».