دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس (الأربعاء) الجهات المعنية بحقوق الإنسان في قطر لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية عمال البناء من مخاطر الطقس الحار، والظروف الإنسانية التي يعانيها العمال في قطر. وأكدت المنظمة في بيان لها، أن شروط فترات الراحة في العمل السارية منذ عام 2016 لا تنطبق إلا على نحو 120 ألف عامل، الذين يبنون ملاعب كأس العالم، حوالى 1.5 في المئة من القوى العاملة في البناء في قطر. ودعت الحكومة القطرية إلى التحقيق في حالات الوفاة بين العمال الأجانب، وأشارت إلى أن السلطات المعنية بشؤون الصحة في قطر ذكرت عام 2013 أن هناك 520 عاملاً منحدرين من بنغلاديش والهند ونيبال لقوا حتفهم لأسباب غير معلومة في غالبية الحالات، وأشارت المنظمة إلى أن السلطات القطرية لم تجب عن الاستفسارات المتعلقة بهذه الحالات حتى الآن. ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس، نتائج بحث جديد حول ظروف العمل التي يتعرض لها آلاف العمال المهاجرين في مواقع البناء الخاصة باستضافة بطولة كأس العالم 2022، التي تشرف عليها حكومة قطر، وخلص البحث إلى أن آلاف العمال يتعرضون لحرارة ورطوبة تشكلان تهديداً على حياتهم. وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الأربعاء، أن «مئات العمال يموتون كل عام، ووفقاً لإحدى المنظمات الحقوقية الدولية واسعة الانتشار فإن السلطات القطرية ترفض تقديم المعلومات اللازمة للرأي العام، أو التحقيق بشكلٍ كافٍ في أسباب الوفيات». وتؤكد تقارير لمنظمات حقوقية مستقلة، بأن ملايين العمال معرضون للخطر في المنطقة، لأن فترات الراحة القانونية المفروضة خلال ساعات منتصف النهار الصيفية لا تحميهم بشكلٍ كافٍ، كما أظهر تحليل للطقس في الدوحة الصيف الماضي أن العمال في مشاريع بناء كأس العالم في خطر، وذلك على رغم استخدام منظم البطولة «هوميدكس» لنظام متقدم يقيس مستويات السلامة من الحرارة والرطوبة. وأشارت مدير قسم حقوق الإنسان بالشرق الأوسط في المنظمة الحقوقية سارة ليا ويتسن، إلى أن «فرض القيود المناسبة على العمال في الهواء الطلق، والتحقيق المنتظم، ونشر المعلومات حول وفيات العمال، أمر ضروري لحماية صحة وحياة عمال البناء فى قطر». وكانت منظمات حقوقية أكدت أنه يجب على السلطات القطرية فرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق، لحماية ما يصل إلى 800 ألف من العاملين المغتربين المعرضين للخطر بسبب عملهم في الطقس الحار والرطوبة الشديدة على الأراضي القطرية. وقال معد تقرير المنظمة الحقوقية نيكولاس ماك جيهان، إن «فشل السلطات القطرية في توفير أساليب الحماية الرئيسة من الحرارة، وقرارها بتجاهل التوصيات بضرورة التحقيق في وفيات العمال، ورفضها الإعلان عن بيانات هذه الوفيات، كلها تمثل تنصلاً من مسؤوليتها بشكل متعمد».