أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أمس رفضها الكامل لأية محاولات للتدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ستواجه بحزم وإصرار كل من تسوّل له نفسه القيام بإثارة الفتنة والنعرات الطائفية وبث الفرقة بين أبناء أي دولة منها وتهديد أمنها ومصالحها، وأنها ستواجه ذلك من دون أي تردد. وأعلن وزراء خارجية دول المجلس في بيان رسمي صادر بعد اجتماعهم أمس في الرياض عن تأسيس برنامج التنمية الخليجي لتمويل مشاريع التنمية في دول المجلس، ودعمه بمبلغ 20 بليون دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة، يخصص منها 10 بلايين دولار لدعم مشاريع التنمية في البحرين، و10 بلايين دولار أخرى لدعم مشاريع التنمية في سلطنة عمان، وأن تعتمد آليات عمل هذا البرنامج خلال اجتماع قادة دول المجلس المقبل. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات صحافية بعد الاجتماع الوزاري أمس: «إن الاضطرابات التي تجري في الدول العربية هناك أسباب جوهرية لها، وهناك أيضاً نوع من الإحباط بين أغلبية الشعوب العربية، وأنه من المهم عدم الخلط في هذا الموضوع بين دول مستقرة تحتاج إلى تطوير وإلى تغيير في بعض المنهجية لها». وأضاف: «دول مجلس التعاون الخليجي بدأت بخطوات جيدة قبل إنشاء مجلس التعاون وبعد إنشاء المجلس، وهذه الخطوات لا نستطيع القول إنها تلبي الطموحات الخليجية ولكنها خطوات مهمة، والآن يجب محاسبة النفس وتطوير الخطوات الإيجابية الإضافية، إذ إن نظرة الشباب هي تجاه الاستقرار والحكمة مهمة في العمل»، مشيراً إلى أن «جميع القادة يفهمون أن هناك متطلبات ودرسها بشكل جدي لما فيه مصلحة شعوبهم». وحول دعم دول المجلس لمشاريع التنمية في البحرين وسلطنة عمان قال: «هذا القرار مهم جداً، وهو يصدر لأول مرة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي أن يتم إقرار مبلغ ضخم لدولتين تحتاجان لدعم في تنميتهما، وهذه بداية مهمة أن يكون هناك قرار بهذا الحجم». وبشأن الرؤية الخليجية للنظام الليبي في هذا الوقت قال رئيس الوزراء القطري: «النظام الليبي فقد الشرعية تماماً، ونحن في دول الخليج مع الحظر الجوي وفي اتصال مع المجلس التأسيسي الحالي، لأننا نعتقد أنه حان الوقت لأن نبحث الموضوع معهم، ومجلس الأمن عليه مسؤولية في فرض الحظر الجوي على ليبيا، ولا بد أن يكون هناك غطاء دولي لهذا الأمر، ولا بد أنه من المفترض أن نعترف بالمجلس التأسيسي الليبي الجديد». وحول اتهام إيران بشأن ضلوعها في الأحداث التي تشهدها البحرين قال ل«الحياة»: «لا نريد أن ندخل في ذلك، هناك حوار دعا إليه ملك البحرين ومن المهم ذلك في هذا الوقت، وأن يكون الحوار بحسن نية دون شروط مسبقة من الأطراف، وأن يكون الحوار للوصول إلى نتيجة، ويجب أن تكون هناك نظرة بأن هذه الأنظمة مهمة للاستقرار، ولا نستطيع أن نقول إنه ليس هناك أخطاء، ولا نستطيع أن نقول إنه لا توجد إيجابيات ونبني على الإيجابيات ونعالجها وأن نكون منفتحين على النقد». ورداً على تصريحات المسؤولين الليبيين الذين اتهموا قطر بتدبير مؤامرة تجاه نظام القذافي أخيراً قال الشيخ حمد بن جاسم ل «الحياة» ما هي مصلحة قطر من عمل مؤامرة في ليبيا؟ بالعكس نعرف حجم ليبيا وإمكاناتها، ولا نتدخل نحن في قطر في شؤون أي دولة وهي سياسيتنا الواضحة، ولكن على القذافي أن يتخذ خطوة شجاعة بأن يترك الشعب الليبي وشأنه، لأنه واضح أن هناك مشكلة وأي شيء بالدم لا يأتي بانتصار لأحد. وعن موقف واشنطن تجاه ليبيا قال: «هو شأن عربي قبل أن يكون دولياً، ولا بد أن نعتمد على أنفسنا في هذا الأمر»، لافتاً أن هناك وجهة نظر واحدة تجاه المجلس التأسيسي في ليببا من دول مجلس التعاون الخليجي. إلى ذلك قال وزير الخارجية العماني يوسف علوي إن الخلافات الإماراتية - العمانية انتهت إلى الأبد، وذلك بعد المصالحة التي قام بها أمير دولة الكويت أخيراً في مسقط. كما شدد المجلس الوزاري الخليجي في بيانه أمس إلى أنه تابع تطورات العلاقات مع إيران، وأعلن تأكيده على أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية لإقامة علاقات حسن جوار والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وبخصوص الأوضاع العربية قال البيان الوزاري إنه يرحب بالانتقال السلمي للسلطة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، واحترامه لخيار الشعب المصري وإرادته الوطنية، كما أكد ثقته التامة بقدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تثبيت السلم والاستقرار في البلاد.