أشغل السجال الدائر حول «الاحتساب» والمرفوض منه والمباح، كُتاباً وصحفاً عدة، عن تأمل مستجدات ملفتة في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، خصوصاً ما تعلق منها بدور النشر السعودية. وعلى هذا الصعيد، شهد معرض 2011 الإعلان عن دار نشر سعودية جديدة، هي «مدارك» التي انضمت إلى صنف ما يمكن تسميته ب «دور الشباب والإعلاميين»، فبإطلاق الزميل تركي الدخيل لداره الجديدة، يكون الإعلاميون الشباب قد ظفروا بنحو ستة منابر لنشر وتوزيع الكتاب، بعد عقود من سيطرة ناشرين من دول عربية مختلفة على معظم أجزاء سوق النشر السعودي. وفي زيارة قامت بها «الحياة» لجناح «مدارك» التي عرضت منشوراتها في ركن «المسبار»، كان واضحاً تركيزها على الكتب الفكرية والإعلامية والدينية، فإلى جانب كتب الدخيل مثل «سلمان العودة من السجن إلى التنوير»، ضمت الدار عناوين ملفتة حول الدين والسياسية، منها «حكايات الرسول السعودي. تشييع العوام وتشييع الخواص. المرأة والولاية العامة. الأحزاب الدينية. خارج الطائفة. بدعة الإلزام بتغطية الوجه. لا إسلام بلا مذاهب. جدل التنزيل. بعد إذن الفقيه» وغيرها. وحول ما يتوقع الناشر أن تضيفه الدارالجديدة إلى السوق السعودية، خصوصاً وأنها جاءت بعد موجة من مثيلات لها، قال تركي الدخيل «على رغم أنني لست مقتنعاً بفكرة التخصص في دور النشر، إلا أن مدارك ستركز في المرحلة الحالية على الكتب الملفتة في أفكارها وتوجهاتها». وألمح إلى رهانه على «وتر» العناوين الإعلامية، والقصص الصحافية المثيرة، التي لا تحتاج لسوى تقنيات بسيطة لتغدو كتاباً جاذباً للقارئ. واعتبر الدخيل تجربة زملائه الذين سبقوه في إطلاق دور، مثل «جداول، وطوى، والشبكة»، ناجحة ومثمرة. وذلك أنهم جميعاً أثروا الساحة فيما يعتقد بكتب مهمة، وتبنوا مؤلفين جدداً. واستهدف الدخيل من إطلاق الدارالجديدة بعد «المسبار»، أن يستجيب لهوايته في نشر الكتاب والاعتناء بالأفكار، إلى جانب إتاحة فرص مثلى للشباب المؤلفين، الذي رأى الدخيل أنهم يتعرضون لصعوبات جمة، عند رغبتهم في طباعة أو نشر أفكارهم، قبل أن يشتهروا. واحتفت مدارك في منشوراتها بكتب الباحث العراقي رشيد الخيون بشكل ملفت، فضمت أرجاءها نحو سبعة كتب، جميعها للخيون في مواضيع الفكر والدين.