علّقت الوساطة الأفريقية أمس، مفاوضات السلام بين الحكومة والمتمردين في جنوب السودان إلى 29 أيار (مايو) الجاري، بعد تعثّرها بسبب خلافات بشأن تشكيل حكومة انتقالية، بينما هددت الأممالمتحدة بتقليص طاقمها وأنشطتها «في ظل استمرار الحملة الممنهجة والمنظمة ضد بعثتها» في الدولة الوليدة. وكشف مصدر قريب من وساطة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) عن أن «الخلافات في اللجنة السياسية ظهرت حول تعريف الحكومة الانتقالية ومهامها وفي تحديد الفترة الانتقالية»، مؤكداً تباعد مواقف الطرفين حول معايير المشاركة في السلطة وإجراء الانتخابات والآليات المتّبعة لتداول السلطة. كما اشترط المتمردون انسحاب القوات الأوغندية خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق الأمني، لكن فريق الحكومة المفاوض رفض ذلك مشدداً على الانسحاب وفق ترتيبات أمنية تواكب مجريات الأحداث. وكشف الناطق باسم المتمردين يوهانس موسى، عن جولة يعتزم زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار القيام بها وتشمل السودان وكينيا وجيبوتي والصومال الأسبوع المقبل، يطلع خلالها زعماء تلك الدول على مسار التفاوض بينه وبين الرئيس سلفاكير ميارديت. واتهم موسى الجيش الجنوبي بالاستمرار في خرق الهدنة ومهاجمة 4 مواقع للمتمردين في ولاية أعالي النيل النفطية بدعم من قوات تحالف «الجبهة الثورية السودانية» ومساندة أوغندية. من جهة أخرى، هددت الأممالمتحدة بتقليص طاقمها ونشاطاتها في جنوب السودان في ظل استمرار الحملة الممنهجة ضد بعثتها هناك. وطالب مدير عمليات حفظ السلام في المنظمة الدولية إيرفيه لادسو من مجلس الأمن بالتدخل وإدانة هذه الحملة ومطالبة سلفاكير بإصدار أوامره للسلطات القومية والمحلية وأعضاء الحزب الحاكم بوقف هذه الحملة. وذكر أن هذه الحملة تظهّرت في احتجاجات ومقالات صحافية ومضايقات لطاقم الأممالمتحدة وصولاً إلى تهديد حياة أفراده. كما تعرضت طائرات دولية للتفتيش وأوقفت قوافلها وتعرضت طواقمها لمضايقات من قوات الأمن في جنوب السودان. وبشأن اعتراض الجيش أسلحة تابعة للبعثة، أوضح لادسو أن الأممالمتحدة اقترحت على حكومة جوبا فتح تحقيق مشترك، لكن هذا الطلب رُفض. وأعرب عن أمله في أن يتغير الوضع سريعاً «لأنه من غير الممكن ومن غير المقبول أن يستمر هكذا». وهدد بأن المنظمة ستقلص أطقمها وستحد من نشاطاتها إلى الحد الأدنى إذا استمرت هذه الممارسات. غير أن سفير جنوب السودان لدى المنظمة الدولية فرنسيس دينغ، أكد أن سلفاكير يقدر كثيراً الدور الذي تقوم به الأممالمتحدة في بلاده. وأرجع التظاهرات المناهضة للبعثة الدولية إلى «الحالة النفسية السيئة والغضب والحرمان نتيجة النزاع في البلاد». وأوضحت سفيرة لوكمسبورغ سيلفي لوكاس التي ترأس مجلس الأمن هذا الشهر، أن مضايقة طاقم الأممالمتحدة أمر مرفوض وطلبت توجيه رسالة شديدة اللهجة في هذا الصدد. وكان سلفاكير اتهم في وقت سابق الأممالمتحدة بالسعي إلى إقامة حكومة موازية في جنوب السودان.