يرصد الكتاب الشهري لمركز «المسبار» للدراسات والبحوث، تجنيد الأطفال في التنظيمات الإرهابية: داعش، والحوثيين، وبوكو حرام، في كل من سورية، والعراق، واليمن، والصومال، ونيجيريا، من خلال دراسات تبين أبرز المفاصل المرتبطة بهذا الموضوع، بينها الجانب القانوني، والرصدي، والاجتماعي، والتأهيل بعد انتهاء النزاعات. وتناول رئيس هيئة النزاهة العراقية السابق رحيم العكيلي، في دراسته الموضوع من خلال أربعة مباحث، خصص الأول لحظر تجنيد وإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وتناول في الثاني حماية الأطفال من آثار النزاعات باعتبارهم مدنيين، وانتقل في المبحث الثالث إلى كيفية حماية الأطفال الجنود ومن هم تحت الاحتلال، وتعرض في الرابع إلى تجريم تجنيد واستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، ومساءلة الأفراد أمام المحكمة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقاب. ويشير العكيلي إلى إنه وبصرف النظر عن كيفية تجنيد الأطفال، وعن الأدوار التي توكَل إليهم، «فالأطفال الجنود هم ضحايا تُلحق بهم النزاعات المسلحة أضراراً صحية واجتماعية ونفسية بليغة، وغالباً ما يكونون خاضعين لضروب خطيرة من الأذى، ومعظمهم يواجهون الموت أو الإعاقة أو الاعتداءات الجنسية. لذلك سعى المجتمع الدولي لوضع قواعد وآليات وتدابير لحماية الأطفال من الآثار الخطرة للنزاعات المسلحة، التي صبت في اتفاقات وصكوك دولية والتزامات ومبادئ تدخل في إطار القانون الدولي الإنساني، الذي نبع من اعتقاد راسخٍ يوجب فرض قيود تمنع تحويل النزاعات البشرية المسلحة إلى حروب بربرية. من جهته، ركز الكاتب والباحث المتخصص في الشأن اليمني محمد جميح، على أسباب ودوافع ظاهرة تجنيد الأطفال في بلاده، وتكتيكات التجنيد التي يعتمد عليها الحوثيون، ومهام الأطفال المجندين، والآثار المترتبة على ذلك، وكيف يمكن معالجة هذه الظاهرة. ويعرج الباحث على الحال القانونية الدولية التي تناولت هذه الظاهرة، وخصوصاً في اليمن، فيسرد ما جاء في تقارير المنظمات المعنية ب«الأطفال المجندين»، وما احتواه القانون اليمني بخصوص مشاركة الأطفال في الصراعات المسلحة، ويشير تقرير إلى منظمة «الأطفال المجندون» الدولية في لندن، حول تجنيد الأطفال في اليمن، إلى أن جميع الأطراف في البلاد ملزمة بعدم تجنيد الأطفال طبقاً للبروتوكول الملحق في معاهدة حقوق الأطفال في زمن الحرب. وتذكّر الأممالمتحدة الأطراف اليمنية، بمن فيهم الحوثيون، بالمادة 149 من قانون حقوق الطفل، التي تمنع تجنيد الأطفال أو قيامهم بأية أعمال مباشرة أو غير مباشرة لها علاقة في الصراعات المسلحة. «أطفال الجهاد في العراق: تنظيم الدولة الإسلامية»، هو عنوان دراسة الباحثة العراقية في «المسبار» رشا العقيدي، مقدمة في دراستها وصفاً لعدد من الوسائل التي تلجأ إليها التنظيمات المتطرّفة في العراق، وخصوصاً «الدولة الإسلامية» (داعش) لتجنيد الأطفال، ومراحل إعدادهم وتدريبهم. وتلقي الضوء على المبررات الاجتماعية والدينية التي ساعدت في تأسيس درجات من المقبولية الاجتماعية لمفهوم الطفل المجند، وفي الحالات القصوى الطفل الشهيد. وتشير الباحثة إلى أن إعداد جيش للمستقبل لحمل أفكار الخلافة والتشدد هو هدف أساسي لتنظيم «الدولة الإسلامية» لضمان ديمومته، أو عودتهِ لاحقاً لدى توالي الانكسارات الميدانية والحاجة إلى التخفي. وتقتصر هذه الدراسة على «الدولة الإسلامية»، مع الإشارة إلى تنظيم «القاعدة». وهي تغطي المحيط العراقي، مع الإشارة إلى وجود أشكال أخرى من استغلال الأطفال في التطرّف والعنف لدى جماعات أيديولوجية وسياسية أخرى. وكذلك تتناول كيفية قيام «الدولة الإسلامية» بتجنيد الأطفال في العراق، ودور هؤلاء في مخططات التنظيم.