عاد المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو لفرض نفسه "ملك" مانشستر سيتي الإنكليزي مجدداً، بعد أن كان على وشك الانفصال عن فريقه بسبب تهميشه من قبل مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا. ويقدّم "كون" بداية موسم مثالية، إذ سجّل سبعة أهداف في سبع مباريات حتى الآن، واحد منها في دوري أبطال أوروبا حين عاد سيتي من هولندا بفوز كاسح على فيينورد روتردام 4-صفر في الجولة الأولى. وبات أغويرو على مشارف أن يحطّم الرقم القياسي لأفضل هدّاف في تاريخ مانشستر سيتي والمسجّل باسم أريك بروك عام 1939 برصيد 177، وهو أصبح على بعد هدف فقط من الإنجاز بعدما رفع رصيده إلى 176 هدفاً منذ انتقاله إلى ال"سيتيزنس" عام 2011، بتسجيله أحد أهداف فريقه الخمسة في مرمى كريستال بالاس السبت. وسجّل أغويرو أهدافه ال176 في 260 مباراة، في حين احتاج بروك إلى 494 مباراة ليسجّل رقمه القياسي (177). وبعد أن كان من المشككين بقدرات المهاجم الأرجنتيني قبل ستة أشهر، أشاد غوارديولا بما يقدمه أغويرو هذا الموسم، قائلاً عشية لقاء شاختار دانييتسك الأوكراني في الجولة الثانية من دوري الأبطال "إنه أسطورة. يشكل جزءاً من تاريخ هذا النادي. إحصائيات أغويرو تتحدّث عن نفسها، إنه مذهل". ونجح أغويرو بالتأكيد في تغيير رأي المدرّب الإسباني الذي رأى فيه الموسم الماضي لاعباً لا يتجانس مع الأسلوب السهل الممتنع الذي تميّز به غوارديولا لاسيما خلال فترة إشرافه على برشلونة، ما تسبب بخروجه من التشكيلة الأساسية لمصلحة الوافد الجديد البرازيلي غابرييل جيزوس. وكانت نقطة التحوّل في مشوار أغويرو تحت قيادة غوارديولا في أذار (مارس) عندما أجبر المدرّب الإسباني على الاعتماد عليه بسبب إصابة جيزوس، فاستغل المهاجم السابق لأتلتيكو مدريد الإسباني هذه الفرصة لكسب ود مدربه تدريجياً بعزم ومن دون أي جلبة أو تذمّر إعلامي. وفي نهاية المطاف، وصل أغويرو إلى ما أراده وأصبح مجدداً الركيزة الأساسية في هجوم الفريق الذي توّج معه بلقب الدوري الممتاز عامي 2011 و2014 ونال معه لقب الهداف في 2015، وأكد منذ بداية الموسم أن ليس باستطاعة غوارديولا أن يتجاهله. وشرح المدرب الإسباني الأسباب التي تقف خلف التوافق بين الرجلين، قائلاً "حاولنا إقناعه بأن يكون فعّالاً من خلال أسلوب اللعب الذي نعتمده وليس الإكتفاء بأن يكون مهاجماً يسدّد الكرة برأسه ويسجّل الأهداف، بل القيام بالضغط على اللاعب المنافس من أجل استرجاع الكرة بأسرع وقت ممكن لكي نتمكّن من القيام بهجمات سريعة". وتابع "أعشق المهاجمين الذين يكونون جزءاً من اللعبة والأمر ينطبق على المدافعين، فأنا لا أطلب منهم الدفاع فقط بل المشاركة الفعالة أيضاً في صناعة اللعب". واعترف غوارديولا بأنّ أغويرو لا يتحمّس كثيراً خلال التمارين، لكنه دائماً يكون جاهزاً في موعد المباراة وقال "في بعض الأحيان وخلال التمارين تشعر بأنه يتذمّر من التعب والبرد، لكنه يعشق كرة القدم. سيرخيو يملك الشخصية لتسجيل الأهداف، سيموت وهو يسجّل الأهداف لا شك لدي على الإطلاق". بدوره، أشاد اللاعب الألماني إيلكاي غوندوغان بزميله الأرجنتيني، قائلاً "إنه استثنائي، إنه آلة لتسجيل الأهداف (...) نحن بحاجة ماسة إليه"، فيما اعتبر رحيم سترلينغ أنه "إذا منحتم سيرخيو الفرصة، فسيسجل الأهداف في تسع من أصل عشر محاولات". على الرغم من تألّق أغويرو في صفوف سيتي على مدار المواسم التي خاضها في صفوفه وقيادته إلى اللقب مرتين، فإنه لم يكن مرشحاً ولو مرة واحدة لجائزة لقب أفضل لاعب في العام من قبل الصحافيين أو زملائه. لكن غوارديولا اعتبر أن أغويرو يحظى بالاحترام والتقدير، وقال في هذا الصدد "أفضل جائزة يمكن أن تحصل عليها هو شعور زملائك بالمحبة تجاهك وبأنك تقوم بمساعدتهم على أرضية الملعب". وأضاف "الاعتراف والتقدير من قبل الصحافة والجوائز أشياء جيّدة، لكنها لا تدوم أكثر من 10 دقائق ثم تختفي". ويشدد المدرب الإسباني "سيرخيو يملك الشخصية لتسجيل الأهداف. والداه منحاه هذه الموهبة. سيسجّل الأهداف حتى مماته، لا شك لدي على الاطلاق". ولعب أغويرو حتى الآن دوراً أساسياً في تصدّر فريقه ترتيب الدوري الممتاز بفارق الأهداف عن جاره اللدود مانشستر يونايتد بعدما خرج فريق غوارديولا منتصراً من المراحل الأربع الأخيرة، آخرها السبت على كريستال بالاس بخماسية نظيفة. وتحضر فريق غوارديولا بأفضل طريقة لمباراتي الثلثاء ضد ضيفه شاختار دانييتسك في دوري أبطال أوروبا، والمرحلة المقبلة ضد مضيفه تشلسي حامل اللقب الذي حافظ على فارق النقاط الثلاث الذي يفصله عن قطبي مانشستر بفوزه السبت على مضيفه ستوك سيتي (4-صفر). وحقّق سيتي السبت أنجاز أن يكون أوّل فريق يسجّل 5 أهداف أو أكثر في ثلاث مباريات متتالية في موسم واحد منذ أن حقّق ذلك بلاكبيرن خلال موسم 1958-1959 في دوري الدرجة الأولى سابقاً، وذلك بعد اكتساحه ليفربول 5-صفر وواتفورد 6-صفر في المرحلتين السابقتين، رافعاً رصيده إلى 27 هدفاً في 8 مباريات خاضها في جميع المسابقات حتى الآن.